لا بد أنك لاحظت كيف قامت جائحة فيروس كورونا بتغيير طريقة عيشنا بشكل جذري بين عشية وضحاها. وقد تبنت الشركات نتيجة لذلك أساليب مختلفة وأصبحت تبحث عن مجموعة معينة من المهارات لدى المرشّحين.
فإن كنت تسعى اليوم للتميّز عن غيرك والحصول على وظيفة أحلامك، سيتعين عليك تطوير هذه المهارات الأساسية:
1. الإلمام بالتكنولوجيا
لقد بدأ التحوّل نحو العالم الرقمي قبل اجتياح أزمة كوفيد-19 لأماكن العمل، إلا أن هذه الجائحة سرعت هذا التحوّل، إذ أصبحت الشركات اليوم تستفيد من التقنيات المختلفة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي لأتمتة أعمالها، حيث يشهد العالم حاليًّا الثورة الصناعية الرابعة والتي تدمج بين العالم الرقمي والمادي. وهذه الفترة لا تعني الاستثمار في التكنولوجيا فقط، بل أيضًا في الأشخاص الذين لديهم إلمام بهذه التكنولوجيا.
نتيجة لذلك، يجب أن تمتلك معرفة أساسية في المنصات والأدوات التقنية كي تتمكّن من التكيّف مع بيئة العمل التي تشهد تغييرات سريعة. وتعد مهارات التصميم والبرمجة إحدى المهارات التقنية التي تشهد طلبًا في سوق العمل الحالي. باكتسابك لهذه المهارات المطلوبة، ستتمكّن من التكيّف بسهولة مع بيئة العمل الرقمية، وبالتالي ستحظى باهتمام أصحاب العمل أكثر من غيرك.
2. المهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي
رغم التحوّل الرقمي، يبقى من الضروري الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية. ولا يقتصر الأمر على العلاقات المهنية بين الزملاء داخل الشركة الواحدة، بل أيضًا مع العملاء. وهذا هو سبب قيام العديد من الشركات بتقييم مهارات الذكاء العاطفي والإدراكي للمرشّحين. ويُظهر الذكاء العاطفي مدى قدرتك على التعبير عن مشاعرك والتحكم فيها وفهم مشاعر الآخرين، حيث يعتبر ضروريًّا للحفاظ على علاقات جيدة مع الزملاء والمدراء والعملاء والمستثمرين.
ويُكمّل الذكاء العاطفي المهارات الاجتماعية، حيث يعد هذا النوع من التواصل المتقدم ضروريًّا لتقليل الفجوات أو المشاكل التي تنشأ عن العمل عن بُعد، إذ ستساعدك هذه المهارات على التعاون والتواصل عن بُعد بفعالية مع زملائك وعملائك.
3. التفكير الإبداعي والابتكار
قد تساعد الأتمتة في تحسين كفاءة العمل، ولكنها لا تكفي لمواصلة الأعمال خلال أزمة ما. فلا بد أنك لاحظت التأثير السلبي لجائحة كوفيد-19 والتي دفعت الكثير من الشركات للإغلاق التام. إحدى الأخطاء التي ارتكبتها هذه الشركات هي الاعتماد على الحلول قصيرة المدى، فإعداد خطة نمو ترتكز على الابتكار تعود بفوائد كبيرة على الشركات على المدى الطويل. لذلك، حان وقت خروج الشركات من منطقة الأمان والتحلي بالجرأة للابتكار.
يتعين على الشركات اليوم ابتكار منتجات جديدة واتباع طرق جديدة لبيع تلك المنتجات، فقد أصبح الأطباء يجرون تشخيصات ويقدمون استشارات طبية عبر منصات الفيديو. لذلك، تبحث الشركات اليوم عن مرشّحين يمتلكون موهبة الابتكار، فهذه المهارة تمنح القدرة على التفكير “خارج الصندوق”. وتدرك الشركات أن هؤلاء المرشّحين يمكنهم قيادة الشركة خلال الأوقات الصعبة ومساعدتها على اجتياز المحن.
4. المهارات الرقمية والبرمجية
لجأت معظم الشركات مؤخرًا إلى العالم الرقمي، ما أتاح العديد من الفرص الجديدة في المنطقة. نتيجة لذلك، ارتفع الطلب على المهنيين الذين يمتلكون المهارات الرقمية المتطورة مثل البرمجة وتطوير الويب والتسويق الرقمي. إذ ترغب الشركات في توظيف هؤلاء المهنيين للحفاظ على سير أعمالها عبر الإنترنت وازدهارها. وحتى إن كنت تبحث عن وظيفة خارج مجال تكنولوجيا المعلومات، ستمنحك هذه المهارات ميّزة تنافسية على المتقدمين الآخرين.
5. الإلمام بالبيانات
تعد البيانات ضرورية لمواصلة الأعمال التجارية، فمن خلال تقارير البيانات، يمكن للشركات اكتساب رؤى جديدة وفهم ما يخبئه المستقبل لها. ومن خلال تحليل البيانات، يمكن أيضًا معرفة اتجاهات السوق وتعديل خطط العمل وفقًا لهذه الاتجاهات، حيث يمكن اكتشاف مجموعة المنتجات والخدمات الجديدة التي تحظى باهتمام السوق المستهدف في هذا العصر. ونتيجة للأهمية التي تحظى بها هذه البيانات، تبحث الشركات عن مرشّحين لديهم إلمام بهذه البيانات.
وبامتلاك هذه المهارة، ستتمّكن من لفت انتباه أصحاب العمل الذي يبحثون عن موظفين جدد، فهذه المهارة لا تقتصر على محلّلي البيانات فحسب، بل تشمل أيضًا جميع أعضاء الفريق والذين يقع على عاتقهم التعاون معًا من أجل إيجاد الحلول.
6. القدرة على التكيّف والمرونة
تتطلب بيئة العمل التي تشهد تغييرات سريعة بعد جائحة كوفيد-19 أشخاصًا مرنين وقادرين على التكيّف، إذ تكافح العديد من الشركات بشكل يومي في حل المشاكل التي خلفتها الجائحة. كما يعد التحوّل الرقمي عملية دائمة التطور حيث تظهر تقنيات أكثر تقدمًا باستمرار، ومن المتوقع بأن يصبح العمل عن بُعد هو الأسلوب الشائع خلال السنوات القليلة القادمة.
ونتيجة للتغييرات العديدة التي نشهدها باستمرار، يفضل أصحاب العمل توظيف أشخاص قادرين على التكيّف بسرعة، أي عليك أن تكون قادرًا على العمل تحت الضغط، وأداء عدة مهام في نفس الوقت، والالتزام بالمواعيد لنهائية، وتحديد أولويات المشاريع. كما عليك الذهاب إلى ما هو أبعد من دورك الوظيفي وتحمّل مسؤوليات إضافية.
7. المهارات القيادية
لا تقتصر المهارات القيادية على المدراء فحسب، إذ عليك أيضًا امتلاكها كي تتمكّن من توجيه زملائك نحو الطريق الصحيح. تجد الشركات عمومًا صعوبة في الحفاظ على معنويات وإنتاجية الموظفين أثناء العمل عن بُعد. لذلك، يتعين على الموظفين تولي زمام المبادرة واقتراح استراتيجيات جديدة تساعد على تحسين العمليات التجارية، بالإضافة إلى البحث عن طرق جديدة لإلهام أعضاء الفريق وتحفيزهم.
وعندما تُظهر مهاراتك القيادية، ستتمكّن حتمًا من لفت انتباه أصحاب العمل حيث ستساعدك هذه المهارات على تولي منصب أساسي داخل الشركة