طرائف رمضانية: قصص المأمون والحجاج والأعرابي

اشتهر شهر رمضان الكريم بوقوع أحداث عظيمة فيه من فتوحات وغزوات، ومولد ووفاة عظماء من الأمة الإسلامية، وبجانب ذاك وقع في التاريخ الإسلامي العديد من الطرائف التي ارتبطت برمضان، ومنها.

المأمون ومدعي النبوة

كان المأمون يسهر في رمضان مع بعض أخصائه، ومعهم القاضي يحيى بن أكثم، فدخل عليهم رجل يزعم أنه النبي إبراهيم الخليل.

قال له المأمون: كانت لإبراهيم معجزات هي أن النار تكون عليه بردًا وسلامًا، وسنلقيك في النار، فإن لم تمسّك آمنا بك.

قال الرجل: بل أريد معجزة أخرى.

فقال المأمون: فمعجزة موسى بأن تلقي عصاك فتصير ثعبانًا، وتضرب بها البحر فينشق، وتضع يدك في جيبك فتخرج بيضاء من غير سوء.

قال الرجل: وهذه أثقل من الأولى، أريد أخرى أخف.

فقال المأمون: فمعجزة عيسى وهي إحياء الموتى.

قال الرجل: مكانك، إني أقبلُ هذه المعجزة، وسأضرب الآن رأس القاضي يحيى ثم أحييه لكم الساعة.

فهبَّ القاضي يحيى قائلاً: «أنا أول من آمن بك وصدق».

فضحك المأمون، وأمر له بجائزة وصرفه.

الأعرابي

شوهد أعرابي وهو يأكل فاكهة في نهار رمضان، فقيل له: ما هذا؟

فقال الأعرابي على الفور: قرأت في كتاب الله {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} [الأنعام: 141]، والإنسان لا يضمن عمره، وقد خفتُ أن أموت قبل وقت الإفطار، فأكون قد مِتُّ عاصيًا.

الحجاج والأعرابي

خرج الحجاج ذات يوم، فأُحضر له الغذاء، فقال: اطلبوا من يتغذى معنا، فطلبوا، فلم يجدوا إلاَّ أعرابيًّا، فأتوا به، فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار:

الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء.

الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.

الحجاج: من هو؟

الأعرابي: الله تبارك وتعالى، دعاني إلى الصيام فأنا صائم.

الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حَرِّه.

الأعرابي: صمتُ ليوم أشد منه حرًّا.

الحجاج: أفطر اليوم وصُمْ غدًا.

الأعرابي: أوَيضمن الأمير أن أعيش إلى الغد؟

الحجاج: ليس ذلك إليَّ، فعِلمُ ذلك عند الله.

الأعرابي: فكيف تسألني عاجلاً بآجلٍ ليس إليه من سبيل؟.

الحجاج: إنه طعام طيب.

الأعرابي: والله ما طيَّبه خبّازُك وطباخك، ولكن طيبته العافية.

الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا، جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي، وأمر له بجائزة.

المصدر: كتاب (رمضانيات.. أدب فن نوادر) لمصطفى عبدالرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *