د. إيمان الرازي
لا يختلف اثنان على نجاحنا الجمعي دولة وشعبا أحزابا ومنتخبين في تدبير المحطة الانتخابية الأخيرة في زمن دقيق مثقل بتداعيات جائحة فيروس كورونا ومرتبط بما شاب هذه العملية من جدل ونقاش وما تلاها من رهانات وتحديات.
لسنا أمام تقييم لهذه المحطة الانتخابية ولا تفسير لمعطياتها ولا تحليل لنتائجها وإنما بصدد تحليل واقعة شاذة ما اعتقدنا في يوم من الأيام لا ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبلا أن نصل لحجم حقارتها وصفاقتها ووقاحتها.
ظاهرة صوتية طفت على السطح بالأمس خرجت علينا لتشنف مسامعنا وتخدش مشاعرنا وتستفز اتحاديتنا كيف لا وهي التي تفوهت بما عجز عنه أعتد الجبابرة في زمن استبدادي مضى… هذه السيدة الغير محترمة والتي لن نناقش مسألة ترشيحها لعمودية الرباط ولا علاقة الزواج التي تربطها بنائب الجهة في محاولة للجمع بين السلط والمناصب ولأننا تعودنا في صرح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن نحترم خصومنا قبل حلفائنا مهما بلغت درجة الاختلاف بيننا.
تعملنا أن للديموقراطية أعرافا وأدبيات وطقوسا وعادات تجمع كلها على أن من يحصل على الأغلبية ليس هو الناجح وأن من يستجمع هذه الأغلبية من مختلف الفرقاء هو الفائز دائما لكن مسار نقاشنا اليوم بعيد كل البعد عن الديموقراطية كتيمة أو كشكل من أشكال حكم الشعب الذي يشارك فيه كل المواطنون والمواطنات المؤهلون والمؤهلات على قدم المساواة من خلال ممثلين عنهم منتخبين في اقتراع يفترض فيه دائما أن يكون نزيها شفافا وديموقراطيا لا مجال فيه لاستغلال الدين ولا للاتجار بالبشر وشراء الذمم واستغلال الحاجة والفقر والعوز الشديد للأسف.
لكن الظاهرة الصوتية المزعجة بالأمس والتي شنفت مسامعنا بالأمس يمكن تصنيفها ضمن فقراء السياسة والأدب وعديمي التربية وفاقدي الأخلاق السياسية التي لم تتلقاها في تنظيمها الحمامي والذي فشل في تلجيمها وتلقينها ما الصحيح من الخطأ وما الصواب من السقطة المدوية التي وقعت فيها بالأمس والتي خدشت من خلالها مشاعر كل الاتحاديات والاتحاديين الذين يربطهم بحزبهم ما هو أكبر من مجرد الانتماء وما هو أكبر مما أن تستوعبه سقط المتاع والقطط السمان التي نخبرها أننا لن نسكت عن هذا العنف المعنوي في حق كياننا الجمعي الذي كان وسيظل عصيا على التدجين شامخا عزيزا كما أراد له مؤسسوه وشهداؤه ومنفيوه ومناضلوه.