مصطفى مسعاف
قل نظيرها في الإبداع.. بل تجاوزت المألوف بالنسق الموسيقى الذي تصنعه من ألحان بسيطة.. لكن غرضها وهدف واحد أوحد هو إيصال رسالة السلام والتعايش.
في حوارنا مع هذه المجموعة الشبابية لامسنا شغفها لتحقيق الأفضل ولما لا الرقي بمستواها الى ما أحسن, وهو ما استطاعت فعله حيال كل هذه المدة كلها التي أمضتها منذ تاريخ التأسيس الى الآن.
“تروا ن تينيري” أو أبناء الصحراء اسم على مسمى.. هذه المجموعة التي داع صيتها وخلقت الإستثناء, بحكم انفرادها بلونها الموسيقي وكذا المواضيع التي تتطرق اليها من معانات ساكنة الجنوب الشرقي للمغرب الى نفض الغبار عن التراث والهوية الأمازيغية التي تُميز المنطقة التي تنحدر منها المجموعة.
حميد أيت أحمد عضو مجموعة “تروا ن تينيري” في حوار مع موقع “هاشتاغ” الإخباري أكد أن بدايات المجموعة كانت بسيطة, لكن بفضل العمل والتركيز على الهدف وصلت الى ما عليه اليوم.
وأشار المتحدث بإسم المجموعة أن المجموعة كانت في بدايتها تستنبط أغانيها من المغني الملتزم “مبارك ألعربي” خاصة في كيفية التطرق للموضوع والمعالجة والتي تهم مشاكل ساكنة الجنوب الشرقي والى غير ذلك.
وأضاف المتحدث ذاته أن ما جعل المجموعة تنفرد بنفسها هي اختيارها لـلون موسيقي مخالف, خاصة الأنغام والألحان, مؤكداً أن اللون يحمل اسم” desert bluse”.
وعن الشرارات الأولى لاختيار اللون المذكور ذكر المتحدث نفسه أنها كانت عندما عثر على شريحة كانت مخزنة بموسيقى تناريوين ومجموعة من أغاني Ali Farka Touré .. وهو ما أعطى للمجموعة فكرة عن اللون الموسيقى الذي قررت تبنيه منذ ذلك الحين.
فتألق المجموعة أتى بعد جهد جهيد مكنها من المشاركة في عدد من المهرجان الدولية والوطنية, لتبدأ بذلك مجموعة “تروا ن تينيري” مسيرتها نحو العالمية خاصة بعدما لقيت أغانيها موجة من الإعجاب في عدد من الدول.
فعندما تستمع لأغاني هذه المجموعة تنقلك الى عالم آخر وتسافر بك عبر الزمن خاصة تلك التي حملت عنوان “Ansuf” والتي لاقت نجاحاً كبيراً ووصلت الى أرقام حسنة في عدد المشاهدات.
وفي هذا الصدد أكد حميد أيت أحمد المتحدث باسم المجموعة أن اختيار عنوان “Ansuf” على الأغنية لم يأتي من فراغ بل جاء في إطار مبادرة للتعريف بالهوية والثقافة الأمازيغية التي تُميز منطقة الجنوب الشرقي والتي سادها التعايش والسلام.
فعلاً كما أشار المتحدث عينه أن مجموعة “تروا ن تينيري” وبالإطلاع على عدد من أغانيها.. تلمس رونقاً خاصا يتسم بهدوء الألحان وتوازنها لكن الهدف الأسمى يبقى هو إيصال رسالة هادفة تنشر قيم التسامح والتعايش ورد الاعتبار للثقافة الأمازيغية والهوية .
ووجه محمد المباركي عضو المجموعة نفسها إلى مختلف المبدعين الشباب الى مواصلة العمل وعدم الإستسلام.. والمثابرة بالإضافة إلى البحت عن فرص من أجل صقل وتطوير الإنتاج الموسيقى او اي نوع من الفنون كيف ما كان لأن لا شيء مستحيل, فقط يضيف المتحدث نفسه الصبر والمثابرة هو مفتاح الأفق والإستمرارية.
وذكر المتحدث ذاته أن المجموعة لم تستفد من أي دعم مادي من لدن الجهات الوصية على قطاع الثقافة والفن بالمغرب, مؤكداً أن مختلف الأعمال التي أنتجتها المجموعة من تمويل ذاتي يأتي من أرباح مختلف المسطحات الإليكترونية الى جانب تمويلات بعض المساندين ومحبي المجموعة من مختلف مناطق صحراء مرزوݣة .
ومن المرتقب بحسب ما أوردته المجموعة أن تصدر عملاً إبداعياً جديداً..ستكشف عن تفاصيله بصفحتها الرسمية بشبكة التواصل الاجتماعي.