أوردت البرلمانية السابقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي، حنان رحاب أن حزب العدالة والتنمية ربما لم يستخلص الدروس من هزيمته الانتخابية.
ويتبين ذلك، بحسب تدوينة فايسبوكية لرحاب، في أول بلاغ للحزب بعد انتخاب امينه العام الجديد /القديم، عبد الاله بنكيران.
وأوضحت المتحدثة أن هزيمة حزب المصباح “كانت هزيمة خط سياسي، ولم تكن هزيمة قائد إسمه العثماني، لكنهم حولوا هزيمة اختيارات سياسية واختصروها في أزمة قيادة (القائد)، وهكذا جيء بالأستاذ بنكيران في صيغة المهدي المنتظر.”
وأضافت رحاب قائلة “للأسف حين نقرأ بيان الأمانة العامة، نجد نفس الأطروحة التي أطرت الحزب في السنوات العشر الأخيرة، اي تقديم نفسه المدافع الأول (ولا مدافع غيره) عن الملكية والمؤسسات والوطن والدين.
وأن غيره من القوى الحزبية والسياسية، تردف المتحدثة، هم مجرد باحثون عن مصالحهم على حساب المصلحة الوطنية. سواء كانوا شركاء معه في التدبير الحكومي، أو أحزاب تقتسم معه المعارضة البرلمانية، أو حتى تنظيمات خارج المؤسسات…”
وترى رحاب أنه عوض أن يبحث العدالة والتنمية عن إمكانيات لعمل مشترك بين أحزاب المعارضة، ونسيان خلافات الماضي، من أجل مواجهة تغول الائتلاف الحكومي، فضل بنكيران ضخ منسوب من الغموض والتشكيك في نوايا المعارضة، بدت معه الحكومة وكأنها حمل وديع، يتعرض لمؤامرات ومزايدات من طرف جهة لم يسمها…
وما وجهه البلاغ من اتهامات ضمنية وشبه صريحة للمعارضة، وصمت عن انتقاد الحكومة، في أول بلاغ للحزب يجعلنا نضع سؤالا: هل الحزب بالفعل في المعارضة؟ ما معنى تسمية المعارضة بالجوقة التي انقلبت من مؤيدة لمنتقدة؟ مؤيدة لمن؟ ومنتقدة لمن؟
،”إذا كان القصد الحكومة، فالأحزاب لا يمكن أن تنتقد أو تؤيد إلا بعد تشكيل الحكومة، والمعارضون لها منذ إعلانها، لم يغيروا موقفهم. أما أذا كان المقصود هو رئيس الحكومة، فهنا وجب كشف الازدواجية”، بحسب تعبيرها.
وسجلت المتحدثة “إذا كان هناك حزب متقلب في موقفه من اخنوش فهو العدالة والتنمية، وبنكيران تحديدا…. فمرة اخنوش ولد الناس، ومرة “انا لي قلت لسيدنا بغيتو معايا في الحكومة” ومرة “مول المازوط” وأخرى “معندوش الكاباري”، لدرجة يصعب معها التنبؤ بما يمكن أن يقوله بنكيران عن اخنوش مدحا أو ذما.”
وقمة الانتهازية أن تستثمر عداء قاعدتك الحزبية لأخنوش، لكي توجه مدفعيتك للعثماني عبر قصف اخنوش، من أجل كرسي الأمانة العامة، وبعد استوائك على الكرسي، تنقلب وتنتج خطابا ناعما تجاه رئيس الحكومة، لا يليق بحزب معارض…
أما الأحزاب الأخرى التي نعتتها بالجوقة، تضيف رحاب، فهي أكثر انسجاما في مواقفها، فحين كانت في الحكومة كانت متحالفة مع التجمع الوطني للأحرار كما باقي أحزاب الأغلبية، وحين أصبحت من المعارضة فعاد جدا أن تعارض هذه الحكومة ورئيسها، وهذا العادي في السياسة…
إلا إذا كان العدالة والتنمية يبني التأييد والمعارضة على جهات خارج الحكومة، وحينذاك فليسم الأشياء بمسمياتها.
يروج بعض أعضاء الحزب أن البلاغ يرسم أفق المساندة النقدية كما وقع عند بدايات حكومة الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي…
وأكدت قائلة “الحال أنه أولا ليس هناك أي معنى لشيء إسمه المساندة النقدية، فهذا مصطلح ضبابي، فهناك أغلبية ومعارضة فقط، والمعارضة لا تعني معارضة كل قرارات الحكومة، ففي تاريخ المعارضة حتى بالمغرب، صوتت مرات عديدة لمشاريع وقرارات حكومية قدرت أنها إيجابية، ولذلك لا داعي للقول إننا سنتميز بتأييد كل قرار فيه مصلحة للوطن، فهذا من باب “السماء فوقنا”، فالكل يؤيد ما فيه مصلحة للوطن…
“وثانيا ،حتى في حكومة اليوسفي لم يمارس العدالة والتنمية اي مساندة نقدية، حيث قام بمعارضة شرسة وأحيانا عدوانية، سواء في المرحلة التي سماها مساندة نقدية أو في المرحلة التي سماها الانتقال للمعارضة…” ، تؤكد البرلمانية السابقة.
وعرجت رحاب على ذكر معارضة حزب المصباح لحكومة عبد الرحمان اليوسفي التي وصفتها بالعدوانية، قائلة “لم يعارض العدالة والتنمية في تاريخه أي حكومة بالعدوانية التي عارض بها حكومة عبد الرحمن اليوسفي، التي جيش ضدها حتى الشارع بواسطة جيش تنظيماته الموازية الجمعوية والدعوية والنقابية، بل حتى خطبائه في المساجد…”
وختمت رحاب تدوينتها بالقول “إن هذا الهجوم المبطن في أول بلاغ للأمانة العامة للبيجيدي على “معارضة” هي ضعيفة عدديا في البرلمان وغرفتيه، وكذا في مجالس الجهات والعمالات والأقاليم والمدن، وتقديم رسائل تهدئة لحكومة متغولة على كل المؤسسات التمثيلية، يطرح علامتي استفهام:
ما سر هذا الانقلاب في خطاب بنكيران منذ استلامه الحزب مجددا؟ ولمن يرسل هذه الرسائل؟ التي هي حتما غير موجهة لقاعدته…”