محمد البغدادي( باحث في مركز الدكتوراه في تخصص القانون الخاص
كلية الحقوق بطنجة)
معلوم أن المشهد السياسي اللبناني خلال السنوات الأخيرة، يعرف العديد من
المتغيرات الجيو السياسية و التطورات الجيو الأمنية في ظل الصراع الإقليمي
المفتعل بين المملكة العربية السعودية وإيران بشأن نشر المليشيات الإيرانية
المسلحة في منطقة الشرق الأوسط والتحالف الإيراني الروسي الصيني ضد
الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وتداعيات أزمة المحروقات في لبنان
وتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن وقف التحالف
العسكري الخليجي ضد جماعة الحوثي التابع لنفوذ حزب الله اللبناني التي تزيد
من تراكمات من المواقف اللبنانية غير المنسجمة أو الغامضة أو المزدوجة مع
السعودية من قضايا عدة، منها ما يتعلق بسوريا واليمن، ومنها ما يرتبط
بعشرات محاولات تهريب المخدرات من لبنان إلى السعودية من جهة
أخرى، وذلك تماشيا مع تغير الخريطة العالمية وبروز موازين قوى
جديدة ، خاصة التطورات المتسارعة الأخيرة ، وعلى وجه الخصوص
التوتر الحاصل بين إسرائيل وإيران وعدم موافقة واشنطن بشأن التعاون
الاقتصادي بين إسرائيل والصين وانعكاسات الانسحاب الأمريكي من
أفغانستان، وكذا أزمة الغواصات الفرنسية الأسترالية ومعضلة
بروتوكول إيرلندا وأزمة تراخيص الصيد البحري بين فرنسا وبريطانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن تدخل جامعة الدول العربية بتاريخ 8 نونبر 2021 من
خلال زيارة رسمية لمساعد الأمين العام إلى لبنان من أجل ضبط النفس وتجنب
التوتر والتصعيد والمواجهة بين لبنان ودول الخليج بشأن تصريحات وزير
الإعلام اللبناني والعمل على البحث من أجل إيجاد حل سلمي لنزاع الإقليمي
المفتعل سواء تعلق الأمر بين الرياض وطهران من ناحية، وأزمة خليجية لبنانية
من ناحية ثانية.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: ما
هو مصير التحرك العربي بشأن تقريب وجهات النظر حول تطور أزمة
العلاقات الخليجية اللبنانية؟.