الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
تلعب الدولة التركية أدوار وسائطية جد حيوية ومهمة في حلحلة النزاع الدولي بشأن الأزمة الأكرانية بين موسكو وكييف على ضوء التحولات الجارية في النظام الدولي بتاريخ 3 فبراير 2022، بما في ذلك زيارة بريطانيا إلى كييف ،و إعلان الرئيس الأمريكي جوبايدن عن نشر ثلاث ألف جندي إلى ألمانيا ورمانيا وبولندا بتاريخ 2 فبراير 2022، وإجراء اتصالات هاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمتابعة الرد الأمريكي المكتوب على مقترحات روسيا الأمريكية بتاريخ 1 فبراير 2022، وانقسامات الكونغريس الأمريكي داخل الحزب الجمهوري حول انشغال الإدارة الأمريكية بالوضع الأوكراني بدل من أزماتها الداخلية بتاريخ 28 يناير 2022، وهذا ما تم توضيحه من خلال مندوب أوكرانيا لدى الأمم المتحدة يرغي كيسليتسا بتاريخ 31 يناير 2022 خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، حيث أكد على تواجد 115 ألف جندي روسي على طول الحدود مع أوكرانيا بدل من لجوء موسكو إلى الحوار والتفاوض من أجل إبجاد حلول دبلوماسية وسلمية والعمل على التخفيف من حدة التنافس والتصعيد والتوتر بين واشنطن وموسكو حول الأزمة الأوكرانية في نظام العلاقات الدولية متوتر ومضطرب.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تدخل على خط الوساطة والتهدئة لحل الأزمة الأوكرانية بين موسكو وكييف باعتبارها عضوا جوهريا ورئيسيا في حلف النيتو ، وفاعلا مهما في القارة الآسيوية على أساس أنها عملاق جغرافي واقتصادي في المنطقة، حيث تؤدي سياستها الخارجية دورا فاصلا وحاسما بين أوروبا والشرق الأوسط، وبين الشرق الأوسط وروسيا، وذلك في ظل الحفاظ على اتصالاتها وعلاقاتها المتميزة مع هذين البلدين الكبيرين من خلال العديد من الاتفاقيات والمعاهدات والمشاريع الاقتصادية العملاقة.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة هو: هل ستنجح تركيا في تحقيق الوساطة والتهدئة بين كييف وموسكو في ظل نظام العلاقات الدولية مشحون بالتجاذبات والخلافات والاختلافات الساخنة والحادة؟. وبعبارة أخرى هل سيسمح حلف النيتو لتركيا بالدفاع عن مطالب موسكو من خلال اللعب الدور الوسيط بين هذين البلدين؟ .