الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
يأتي موضوع القمة الإفريقية الأوروبية المنعقدة في بروكسيل بتاريخ 17 و18 فبراير 2022 في إطار تزامن الصراع الأمريكي الروسي حول تطورات ومجريات الأزمة الأوكرانية، وتهافت القوى الكبرى على القارة الإفريقية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، فرنسا، اليابان، وفي ظل الأهداف الواعدة والوازنة التي تندرج ضمن الرؤية المشتركة الاستراتيجية سواء تعلق الأمر بتوافق المصالح الإفريقية والأوروبية على حد سواء أو البحث عن الحلول الجدية والواقعية والبراغماتية في العديد من الملفات والقضايا الراهنة في القارة الإفريقية، بما في ذلك النهوض بالشباب والتعليم والتكوين والثقافة ، وكذا تنظيم الهجرة وتنقل الأشخاص والأمن والسلام والتنمية المستدامة ومشروع مارشال من أجل تنمية القارة الإفريقية.
وتجدر الإشارة إلى أن أهمية المشاركة المغربية في الملفات الوازنة التي حملها المغرب إلى القمة الإفريقية الأوروبية، وذلك من خلال كلمة العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي ألقاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة بتاريخ 18 فبراير 2022 الذي أكد على العناية والاهتمام بالتعليم وتسريع وتيرة التكوين والتشغيل للشباب، والنهوض بالثقافة وتنظيم الهجرة وتنقل الأشخاص.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة هو: هل ستنجح الشراكة الاستراتيجية الإفريقية الأوروبية في تحقيق تطلعاتها وأهدافها ، في ظل سياق مشحون بالتهديدات الأمنية والتحديات الوبائية في القارة الإفريقية؟.