منير القادري: المغاربة ابتعدوا عن التصوف الفلسفي وانشغلوا بحاجات المجتمع من الأمن

شارك منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف، اليوم الاثنين، فى فعاليات ليلة الوصال رقم 98 والتى تنظمها الطريقة القادرية البودشيشية بالتعاون مع مؤسسة الملتقى.

وقال الدكتور منير القادري: “المغاربة ابتعدوا عن “التصوف الفلسفي”، وانشغلوا بما يلبي حاجات المجتمع من الأمن، في مختلف تجلياته، منها الأمن من الأطماع الخارجية التي كانت تهدد البلاد في بعض الحقب التاريخية، حيث أقاموا الرباطات لحماية الثغور، وكذا الأمن الغذائي بإصلاح الأراضي وبناء الزوايا لإطعام عابري السبيل، وإيواء المحتاجين، إضافة الى الأمن الروحي بحماية العقيدة ونشر العلوم بحمل مشعل تعليم الناس أمور دينهم، وغير ذلك، من أنواع الأمن التي جنّد صوفية المغرب كل إمكاناتهم وطاقاتهم من أجل تعزيزها والحفاظ عليها وترسيخها.

وأكد ” القادرى” على الدور العظيم الذي لعبه التصوف المغربي في استتباب الأمن الروحي لدى المغاربة، وفي ترسيخ الوحدة بينهم، مما جعل المغرب عبر تاريخه الشامخ بفعل تذوقه للفكرة الصوفية آمنا مطمئنا يرفل في حلل الوئام والاستقرار، لحمة جسمه في ذلك الثوابت من عقيدة أشعرية، وفقه مالكى، وتصوف سني و إمارة المؤمنين الضامنة لها، موردا في هذا السياق مقتطفا من الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في لقاء سيدي شيكر “ظل قطبا للتسامح بين الأديان السماوية ثابت القدم في السير على نهج الوسطية والاعتدال مبرهنا في كل وقت وحين على تشبثه بأصالته وثوابته مراعيا على الدوام فضائل الانفتاح والتفاهم وتبادل الخبرات، والإقرار بضرورة الجمع بين آداب الأخذ والعطاء بين الأفراد والجماعات، والحضارات والثقافات”.

وقال القادري: “إنها نظرة استشرافية من الملك محمد السادس ملك المغرب، إلى ثابت التصوف باعتباره تراثا روحيا كبيرا ورأسمالًا لا ماديا، تتجاوز قيمته الوظيفة التاريخية أو الاجتماعية أو النفسية، إلى النظر إليه باعتباره مقوما أساسا من مقومات الهوية المغربية الأصيلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *