معارك خاضها المسلمون في رمضان.. غزوة بدر الكبرى

يعد شهر رمضان لدى المسلمين من الأشهر الفضيلة؛ فهو شهر تعبد وتهذيب للنفس بالصيام بالنسبة لهم، رغم ذلك لم يكن رمضان واحدًا من الأشهر الحرم التي حُرِّم فيها القتال على المسلمين، ولذا خاض المسلمون الكثير من معاركهم في هذا الشهر الكريم، تبركًا به ورغبةً في نيل ثواب أكبر، وذلك على الرغم من مشقة الامتناع عن الطعام والشراب. وكان من بين الحروب التي خاضوها بعض المعارك الكبرى التي حقق فيها المسلمون نصرًا كبيرًا في شهر رمضان، وفي هذا التقرير نستعرض بعض أبرز هذه المعارك.

«يوم الفرقان».. غزوة بدر الكبرى

وقعت غزوة بدر الكبرى في 17 من رمضان بالسنة الثانية هجريًا، وهي السنة ذاتها التي فُرض فيها على المسلمين الصيام قبل بداية رمضان بشهر وأيام. حينها خرج المسلمون في جيشٍ قوامه 300 فرد فقط، وذلك لمجابهة جيش قريش الذي كان تعداد جنوده ألفًا، وتلاقى الجمعان في «بدر»، وهي عين ماء كانت على طريق قوافل المسلمين بين مكة والمدينة.

سُمّي هذا اليوم لدى المسلمين بـ«يوم الفرقان»، وذلك لأنه وفق العقيدة الإسلامية فرق بين الحق والباطل؛ كما نزلت فيها الآية: «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» سورة آل عمران، إذ أخرجت 19 شهرًا، أرسل النبي محمد سرية عبد الله بن جحش ليرصد أخبار قريش، فأتته أخبارًا عن قافلة قريش بقيادة أبي سفيان الآتية من الشام إلى مكة ومحملة بالبضائع.

حينها جمع الرسول أتباعه من حوله، وطلب إليهم الخروج إلى حيث تمر القافلة، قائلًا: «هذه عير قريش، فيها أموالكم، فاخرجوا إليها». فخرج معه 314 من المسلمين. لكن وصل الخبر إلى أبي سفيان عن طريق عيونه واستطاع أن ينجو بالقافلة، وما لبث أن أرسل إلى قريش يطلب نجدتهم.

حينها أقدمت قريش على تجهيز جيش كبير تحت قيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي المعروف عند المسلمين بـ«أبي جهل»، لملاقاة النبي محمد وأتباعه، فكانت غزوة بدر هي الغزوة الأولى في الإسلام، وانتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم نصرًا كبيرًا على قريش، وقتل فيها قائدهم أبو جهل، و70 رجلًا آخرين، ولم يقتل من المسلمين سوى 14 رجلًا، وكان ذلك أثناء الصيام الأول لرمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *