تعد «معركة القادسية» من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، إذ كانت سببًا في فتح أبواب العراق وفارس أمام المسلمين، فتبعها سقوط الساسانية من الناحية السياسية، وهو ما أتاح للدين الإسلامي بعدها أن ينتشر شرقًا وغربًا، وقد وقعت تلك المعركة شديدة الأهمية في رمضان من سنة 15 هجريًا.
كانت معركة القادسية من المعارك الصعبة التي لم يكن سهلًا على المسلمين تحقيق النصر بها، فقد وقعت القادسية في مكان قرب فارس، وكان الجيش الفارسي يتمتع بالمعرفة الجيدة لأرض المعركة، كما أنهم تفقوا في العدد وفي التسليح، فكان لديهم سلاح من الفيلة يستخدمونه في معاركهم، إذ كانت فارس أولى اثنتين من أقوى الإمبراطوريات في العالم وقتها، لكن على الرغم من ذلك وقف جيش المسلمين يحاصر هذا الجيش الضخم لإمبراطورية فارس.
حينها أراد الخليفة عمر بن الخطاب أن يقود جيش المسلمين بنفسه، ولكن الصحابة رأوا أن يبعث بغيره، فأرسل سعد بن أبي وقاص، فخرج سعد قاصدًا أراضي العراق على رأس 4 آلاف من الجنود، وقد وصلت له إمدادات بـ4 آلاف آخرين من اليمن ونجد. وعندما وصل سعد إلى «حصن القادسية»، أرسل إليه عُمر بن الخطاب يشد أزره للقتال قائلًا: « فلتجاهد قلبك ولتجاهد جندك بالموعظة والنية الحسنة».
في المعركة واجه المسلمون بعض المشكلات مع الفيلة، وهو سلاح لم يعتد المسلمون على مواجهته، وكان كلما قابل المسلمون على رأس خيولهم سلاح الأفيال، نفرت الخيول وارتبكت الصفوف؛ وحينها استعان المسلمون بالقبائل العربية التي أشهرت إسلامها، وكانت على مقربة من كسرى، نظرًا لخبرتهم في القتال بجوار الإمبراطورية الفارسية في السابق. ونتيجة لهذا التعاون استطاع جيش المسلمين في النهاية هزيمة الفرس في تلك المعركة الحامية التي راح ضحيتها الآلاف، وكان من نتائجها انتشار الإسلام في منطقة فارس.