ساسيوي يكتب : مايريده المكناسيون.. وما لا يريدونه

الحاج ساسيوي – أستاذ باحث-

لست أدري لماذا وجدت نفسي أدفع دفعا قويا للكتابة عن حال مدينة كتب لي أن أسكنها وتسكنني؟مدينة تدرج ضمن خانة المدن/العواصم السلطانية،ذات التاريخ المجيد،والمؤهلات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية،.. النوعية والوافرة.ولكنها رغم ذلك تعيش اليوم وضعا أقل مايقال عنه أنه غير مفهوم وغير طبيعي !!! تتناسل منه جملة من الأسئلة الملغزة التي يصعب تفيك شفراتها،رغم أن عناصر الإجابة عليها قد تكون متوفرة،لكنها عصية ومضببة.

مايريده المكناسيون؛هو إحياء وضع مدينتهم،واسترجاع تاريخها الريادي،فمن غير المفهوم أن تعيش مدينة/عاصمة وضعا لايمت بعلاقة لسيرتها،ومن غير المتفهم أن تتخلف مدينتهم عن ركب نظيراتها ! فهي من انتزعت سنم القيادة من جارتها سنة 1672م،لتقوم بإدارة بلد يمتد من الشمال إلى حدود بلاد السودان الغربي جنوبا؛حيث ساد السلم الإجتماعي،وعمت السكينة والطمأنينة.وفيها كان يصاغ جزء من القرار الدولي،وتتطلع لعلائقها بلدان الضفة الأوروبية،وترتعد لغضبتها.

مايريده المكناسيون؛هو أن يسوس أمرها أناس لهم من الكفاءة مايشفي غليلهم التدبيري،قوم يتحلون بوضوح الرؤيا،والقدرة على التنظير والتنزيل،علاوة على نظافة اليد،وحسن السلوك والورع.نخبة تتوفر على كل مؤهلات وكفايات النجاح،ولها دراية بشؤون التسيير والتدبير.إنهم بالجملة يريدون أن يضعوا أمر مدينتهم لدى أيادي قوية وأمينة.

مالا يريده المكناسيون؛هو أن يتم طمس هوية مدينتهم،وتزييفها والتلاعب بها؛فتصبح نسيا منسيا.مدينة يدير شأنها أناس متهورون لايستحضرون ماضيها، وغير واعون بحاضرها ولايستشرفون مستقبلها.أناس أفظاظ غلاظ القلوب،لاتهمهم إلا مصالحهم المقيتة والضيقة.

مالايريده المكناسيون؛هو أن تتقاذف مصائر مدينتهم أيادي لاتصلح لافي العير ولا في النفير،ولانصيب لها في الفهم والمعرفة؛أناس طائشون،فقهاء في الجهل والعهر السياسي.

إن المكناسيين قلقون وحائرون ومتألمون لما آل إليه وضع مدينتهم؛فهم همهم هو أن يهب الجميع لإنقاذ مدينة تئن لحالها. فالجميع (مجتمع مدني وسياسي وفاعل اقتصادي،.. وسلطات محلية)،مطالب اليوم بتشخيص وضعيتها للوقوف على نقاط القوة بغية تثمينها وتعضيدها،ووضع اليد على الأعطاب التي يجب تسليط الاهتمام عليها،قصد إصلاحها وتصويبها. إن مدينة مكناس في حاجة ماسة للجميع دون إقصاء أوتمييز،دون حسابات ضيقة مشينة؛هذا مايريده المكناسيون،وماغير ذلك فلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *