أكد الإعلامي اللبناني خير الله خير الله أن القضية الفلسطينية “لم تكن يوما بالنسبة إلى النظام الجزائري سوى مادة تصلح للتجارة والمزايدات”، وذلك على خلفية جلوس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس إلى جانب زعيم انفصاليي “بوليساريو” المدعو إبراهيم غالي على منصة رسمية في ذكرى الاحتفال الجزائري بالذكرى الستين للاستقلال.
وأشار خير الله في مقال رأي نشرته صحيفة العرب اللندنية إلى أنه إلى أنه “من المستغرب قبول أبومازن بهذه الإهانة الواضحة، التي تعني بين ما تعنيه، وضع نفسه في خدمة النظام الجزائري لا أكثر”، مضيفا : “لو امتلك حدّا أدنى من الوعي السياسي، لأكتشف أن ليس هناك أسوأ من المساواة بين القضيّة الفلسطينية وقضيّة الصحراء المغربيّة والمقارنة بينهما. لم تكن الصحراء يوما سوى قضيّة مغربيّة عادلة مرتبطة بتصفية الاستعمار واستعادة المملكة ذات التاريخ العريق أقاليم كانت تحت الاحتلال الإسباني حتّى العام 1975. أكثر من ذلك، إنّ الصحراويين المقيمين في الأقاليم الصحراويّة المغربيّة يتمتعون بكلّ حقوقهم مثلهم مثل أيّ مواطن مغربي في ظلّ لامركزيّة موسّعة”.
وأضاف الإعلامي اللبناني: “من الأفضل لـ”أبومازن” أن يجد من يشرح له ما هي قضيّة الصحراء وكيف أنّ هذه القضيّة مفتعلة من ألفها إلى يائها وهي اختُلقت كي تشنّ الجزائر، الطامحة إلى ممر إلى المحيط الأطلسي، حرب استنزاف ذات طابع اقتصادي على المغرب. من الأفضل لـ”أبومازن” أن يجد من يقول له ما هي ظروف “المسيرة الخضراء” وكيف شارك فيها نحو ثلاثمئة وخمسين ألف مغربي، لم يكن لديهم من هدف سوى استعادة الصحراء، بمجرد انسحاب إسبانيا ورفع العلم المغربي، بطريقة سلميّة… وتأكيد أن القضيّة موضع إجماع وطني”.
وشدد خير الله على أن الدعم الجزائري لتنظيمات فلسطينيّة معيّنة “لم يكن بريئا في يوم من الأيّام”، موضحا: “نجد النظام، وهو نظام تسيطر عليه مجموعة من العسكر يسعى دائما إلى أدوار خارج حدوده ليثبت أن لديه أهمّية في حين أن المشكلة الحقيقية للنظام هي في الداخل الجزائري، مع الجزائريين أوّلا. نراه حاليا يحاول استمالة هذه الدولة العربيّة أو الأفريقية أو تلك وشخصا مثل “أبومازن” بعدما عجز عن تسويق “بوليساريو” وما شابهها عربيا ودوليا”.
وأشار خير الله إلى أن النظام الجزائري لن يتمكن “مهما استحوذ من دولارات بفضل ارتفاع سعر النفط والغاز إقناع العرب بأنّ هناك قضية اسمها قضيّة الصحراء هي، بالفعل، بينه وبين المغرب الذي استطاع تحقيق اختراقات في كلّ أنحاء العالم من أجل تأكيد أنّها مغربيّة” والموقف الإسباني خير دليل على ذلك.