دقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ناقوس الخطر بشأن التغييرات المناخية التي يشهدها العالم عموما والمغرب على وجه الخصوص، مؤكدة ضمن تقرير لها السنة الجارية هي الأكثر جفافا منذ 40 سنة مضت بالمملكة.
وحسب تقرير المنظمة المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة، حول “التغيرات المناخية سنة 2022″، فإن الأشهر الـ 12 المنتهية وإلى حدود غشت 2022 كانت الأكثر جفافاً في المغرب، على الأقل منذ 40 عاما.
وفي هذا الإطار قالت نادية احمايتي، الناشطة في المجال البيئي، إن الوضعية الحالية غير مسبوقة، موردة ضمن تصريح لهسبريس: “بالفعل الجميع يستشعر الوضعية الحالية والجفاف الذي نعيشه. وجل من أعمارهم أقل من 40 سنة لم يسبق أن عاشوا مثل هذا الوضع، فيما من أعمارهم أكثر قد يتذكرون الجفاف الذي عرفته البلاد إبان الثمانينيات”.
وأردفت احمايتي بأن الوضع يقتضي اتخاذ المسؤولين “إجراءات استباقية لتدبير ما لدينا من موارد، والاستجابة بطريقة عاجلة لشح المياه”، داعية إلى ضرورة “عقلنة الموارد بحكامة جيدة وابتكار حلول مستدامة”.
ونوهت المتحدثة بما يتم اتخاذه من إجراءات حاليا، من قبيل تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادة لاستغلالها في السقي، متسائلة: “لكن هل هذه الحلول ستحافظ على المياه حتى أفق 2030 أو 2050؟”.
وطالبت الناشطة في المجال البيئي بضرورة “استغلال الظروف القاسية لتغيير التصرفات التي تدمر البيئة”، مفيدة بأن “على المواطن الحفاظ على الموارد من جهته وعلى المسؤول أن يتحلى بضمير بيئي في تنزيل البرامج الحكومية”.
ويتم إصدار تقرير حالة المناخ العالمي على أساس سنوي، ورصد هذا العام أثر الجفاف على أجزاء كثيرة من العالم، بداية من أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، موردا أن الظروف في أوروبا كانت في أشد حالاتها في غشت الماضي، عندما انخفضت الأنهار، بما فيها الراين ولوار والدانوب، إلى مستوى قياسي للغاية.
وقال التقرير عام 2021 إن تركيزات الغازات الدفيئة الرئيسية الثلاثة (ثاني أكسيد الكربون والميثان والنيتروز أكسيد) بلغت مستويات قياسية، مؤكدا أن الزيادة السنوية في تركيز الميثان عرفت أعلى مستوى لها؛ “وهو أمر مهم بشكل خاص، بالنظر إلى أن الميثان أقوى 25 مرة من ثاني أكسيد الكربون في حبس الحرارة في الغلاف الجوي”، بحسبه