خطف النجم المصري محمد صلاح، الأنظار بشدة منذ بداية الموسم الكروي الحالي (2017-2018)، مؤكداً للقاصي والداني أنه “صفقة ناجحة بامتياز”، بعدما عزز صفوف “الريدز”، صيف العام الماضي، قادماً من نادي العاصمة الإيطالية روما، مقابل 42 مليون يورو.
“صلاح”، الذي يبصم على موسم “استثنائي” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بات معشوق الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، كما أنه بات النجم المفضل لجماهير “الريدز”، وفتح باباً لدخول عدد غير قليل منهم إلى “الإسلام”، وفقاً لتقارير صحفية مختلفة.
“الفرعون المصري”، لم يكن يتوقع هذا النجاح في موسمه الأول بقميص ليفربول؛ حيث بات قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب هدّاف الدوري الإنجليزي الممتاز، في ظل تربُّعه على الصدارة بـ30 هدفاً، قبل عدة جولات على النهاية، وبفارق مريح عن أقرب مُطارديه.
كما يُعد النجم المصري مرشَّحاً بقوة لنيل جائزة “أفضل لاعب في البريميرليغ” لهذا الموسم، وفقاً للقائمة النهائية التي كشفتها رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية، كما تزعَّم أيضاً التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز.
– نشأة “صلاح”
وبعيداً عن التألق اللافت لـ”صلاح” فوق المستطيل الأخضر”، “الخليج أونلاين” ارتأى تسليط الضوء على شخصية النجم المصري الخلوق، وكيف بدأت مسيرته في السطوع كروياً، رغم معاناته وظروفه الصعبة بالصغر.
قرية “نجريج” بمحافظة الغربية، التي تبعد 80 ميلاً شمالي العاصمة المصرية القاهرة، تُعد مسقط رأس “صلاح”، حيث نشأ الأخير في بيت متواضع، مع والديه، اللذين كانا يعملان في القطاع الحكومي.
النجم المصري عانى الأمَرّين، قبل بزوغ نجمه كأحد أبرز لاعبي الكرة، في السنوات الخمس الأخيرة؛ إذ تربى في منزل مكون من 3 طوابق، وكان الأخَ الأكبر بين 4 أطفال، في حين كان لوالده نشاط تجاري في مجال الزهور.
– إسهامات “صلاح”
وبعد بزوغ نجمه، لم ينسَ “صلاح” قريته التي كانت شاهدةً على بداياته في عالَم “الساحرة المستديرة”؛ حيث كان أول من اشترى سيارة إسعاف مخصصة لخدمة أهالي “نجريج”، كما أنه اشترى معدات طبية باهظة الثمن لخدمة المرضى في المنطقة.
ويحرص محمد صلاح على زيارة القرية باستمرار، وقضاء الإجازات والأعياد بها مع أصدقائه وذويه، في تأكيد منه أن الشهرة لن تُغيِّره وأنه سيبقى وفياً للمكان الذي كان سبب نجاحه في “اللعبة الشعبية الأولى بالعالم”.
ويمتلك الدولي المصري مؤسسة خيرية تحمل اسمه، تسهم في توفير احتياجات الفقراء، حيث يصل الدعم للأسرة الواحدة إلى 3500 جنيه شهرياً، وفقاً لصحيفة “الصن” البريطانية.
ويتولى “أيقونة” ليفربول تمويل بناء مركز شباب ومَدرسة لتعليم البنات ومركز طبي؛ وهو ما دفع أهالي المنطقة لتسميته “صانع السعادة في نجريج”؛ نظراً إلى إسهاماته اللافتة في مختلف المجالات، على غرار ما كان يفعله أسطورة كرة القدم المصرية محمد أبو تريكة، المعروف بألقاب مختلفة، أبرزها “أمير القلوب” و”تاجر السعادة” و”الماجيكو”.
– أسرة “صلاح”
وفيما يتعلق بأسرته، فرض محمد صلاح سياجاً من السرية على حياته الخاصة منذ زواجه بـ”ماجي محمد صادق” في 18 ديسمبر 2013، حيث يرفض رفضاً قاطعاً أن تكون زوجته وابنته “مكة” محط أنظار وسائل الإعلام المختلفة.
ويُفضل “صلاح”، الذي نال أكثر من مليون صوت في الانتخابات الرئاسية المصرية التي جرت أواخر مارس الماضي (رغم عدم ترشُّحه)، البقاء ببيته وسط أسرته الصغيرة، ويُعرف عنه أنه شخص “بيتوتي” يعشق قضاء إجازاته وعطلاته بصحبة زوجته وابنته.
ودأب النجم المصري على رفض الانخراط في حفلات السهر رفقة زملائه اللاعبين في ليفربول؛ احتراماً لتعاليم الدين الإسلامي ووفاءً للتقاليد الشرقية “المُحافظة” و”الملتزمة”.
– ظهور أول
وظهرت “مومو”، كما يُحب “صلاح” مناداة زوجته، للمرة الأولى، في حفل الإعلان عن فوزه بجائزة أفضل لاعب بأفريقيا لعام 2017، مطلع العام الجاري؛ وذلك من أجل مشاركة زوجها “لحظة فارقة في مسيرته الكروية”.
كما ظهرت في مدرجات ملعب “أنفيلد” بجوار “صلاح”، على هامش مباراة فريقه وإيفرتون، ضمن منافسات كأس الاتحاد الإنجليزي، والتي غاب عنها “الفرعون”؛ بسبب الإصابة، لتتحول منذ تلك اللحظة إلى حديث منصات التواصل الاجتماعي.
ومنذ ظهورها في مدرجات ملعب “أنفيلد”، زاد الإعجاب بـ”صلاح” وزوجته؛ لأن الأخيرة متمسكة بآداب وتعاليم دينها الحنيف، ورافضة لفكرة الانجراف إلى الأعراف الغربية والاستسلام لما ترتديه نساء القارة العجوز، حتى مع الشهرة والشعبية الجارفتين لزوجها، علاوة على اعتبارها من قِبل كثيرين “نموذجاً مثالياً للزوجة المساندة لرفيق عمرها في مختلف المحطات”.
ويحتفل نجم “الفراعنة” بأهدافه فوق “المستطيل الأخضر” عن طريق السجود شكراً لله، ليحظى “أبو مكة” بشعبية وجماهيرية جارفتين في العالمين العربي والإسلامي؛ بسبب أخلاقه الرفيعة، فضلاً عن تألقه اللافت في ملاعب “الساحرة المستديرة”.
وتحمَّلت زوجة “صلاح” معاناة كبيرة؛ نظراً إلى تنقُّلها الدائم بين الدوريات الأوروبية، حيث كانت بدايته مع نادي بازل السويسري في عام 2012، قادماً من نادي “المقاولون العرب” المصري، ومن ثم رحيله إلى صفوف تشيلسي الإنجليزي، الذي لم يمنحه الفرصة الكافية لإظهار قدراته الهجومية تحت إمرة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي منحه الضوء الأخضر للمغادرة إلى فيورنتينا الإيطالي على سبيل الإعارة.
ومع تألُّقه اللافت مع “الفيولا”، تمكَّن “ذئاب” روما من الظفر بخدماته، ليقدم “الفرعون المصري” موسمين رائعين في ملعب “الأولمبيكو”، أجبرا إدارة ليفربول على انتدابه، صيف 2017.
– كم يتقاضى “صلاح”؟
ويتقاضى النجم المصري مع ليفربول راتباً أسبوعياً قيمته 90 ألف جنيه إسترليني، وسط تقارير صحفية بريطانية تشير إلى أن إدارة النادي الإنجليزي تخطط لرفع قيمة راتبه إلى 200 ألف جنيه إسترليني؛ أي بزيادة 110 آلاف جنيه إسترليني.
وتستهدف إدارة ليفربول، من خلال خطوة زيادة راتب “صلاح”، الحفاظ عليه ومحاولة إقناعه بالبقاء في ملعب “أنفيلد”، وعدم الرحيل مثلما فعل سابقاً الأوروغوياني لويس سواريز، والإنجليزي رحيم سترلينغ، وأخيراً البرازيلي فيليبي كوتينيو المنتقل إلى برشلونة في الميركاتو الشتوي الأخير.
– محط أنظار كبار أوروبا
وبسبب الأداء الرفيع الذي يُقدمه هذا الموسم، بات النجم المصري مُطارَداً من قِبل كبار القارة الأوروبية العجوز، وقد يتحول إلى أبرز اللاعبين المستهدَفين في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
وتشير تقارير صحفية إلى أن قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، إضافة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، من أبرز الأندية المهتمة بالظفر بخدمات “صلاح”، وسط أحاديث تدور حول أن صفقة الانتقال المرتقبة قد تبلغ قيمتها 200 مليون جنيه إسترليني.
وفي حال انتقل نجم الكرة المصرية مقابل هذا المبلغ، فإنه سيحطم صفقة رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا من برشلونة إلى العملاق الباريسي، والتي تمت صيف عام 2017 مقابل 222 مليون يورو كـ”أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم على الإطلاق”.
– جوائز بالجملة
والجمعة 13 أبريل 2018، حقق “صلاح” رقماً قياسياً؛ إذ بات أول لاعب يحصد جائزة “أفضل الشهر” بـ”البريميرليغ” 3 مرات في موسم واحد، بعد الإعلان عن فوزه بجائزة “أفضل لاعب” عن شهر مارس، بعد نوفمبر 2017 وفبراير 2018.
ويأتي تتويج النجم المصري، بعد يوم واحد من حصوله على جائزة لاعب الشهر في ليفربول، للمرة السادسة هذا الموسم، والذي تألق معه بشكل واضح على مختلف المستويات، وقاده لبلوغ نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث سيواجه روما الإيطالي، قبل المحطة النهائية في العاصمة الأوكرانية كييف.
ويتصدر “الفرعون المصري” سباق الحصول على جائزة “الحذاء الذهبي”، التي تُمنح لأكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في الدوريات الأوروبية الكبرى خلال موسم واحد، حيث يتفوق بفارق هدف عن “البرغوث” الأرجنتيني ليونيل ميسي مع قرب إسدال الستار على المسابقات المحلية.
وقاد محمد صلاح منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم، بعد انتظار طويل دامَ 28 عاماً، ويعوِّل عليه المصريون بشدة من أجل الوصول بـ”الفراعنة” إلى الدور الثاني من “العرس الكروي الكبير”، خاصة أن القرعة المونديالية أوقعت “وصيف” أفريقيا 2017، في المجموعة الأولى، إلى جانب منتخبات روسيا (البلد المنظِّم)، والسعودية، والأوروغواي.
تجدر الإشارة إلى أن النجم المصري حصد سلسلة من الجوائز الفردية في عام 2017؛ إذ تُوِّج بجائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأفضل لاعب في القارة السمراء، واختارته شبكة “بي بي سي” البريطانية كأفضل لاعب في القارة أيضاً، كما اقتنص جائزة “الأفضل عربياً”، في استفتاء الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، فضلاً عن جوائزه الشهرية في ليفربول ورابطة المحترفين.