أدت الزيادة الأخيرة، في هجمات الحيتان القاتلة على القوارب قبالة سواحل أوروبا إلى قلق الكثيرين على سلامة سفنهم، بعد أن هاجمت الحيتان القوارب وأغرقتها، بما في ذلك يخت في مضيق جبل طارق.
ولم يعرف العلماء سبب هذا السلوك العدواني بعد، لكنهم يشتبهون في أنه قد تم تحفيزه بعد تعرض إحدى الإناث لصدمة نفسية إثر تعاملها مع قارب، غير أنه يصعب التخلص من هذه الحيتان لأنها تواجه خطر ال الإنقراض حاليا.
والحوت القاتل (Orca) ثديي مفترس، وجنسه هو أكبر عضو في عائلة الدلافين. وتعرف الحيتان القاتلة بتنوعها الشديد وتعقيدها، وهي حيوانات اجتماعية وذكية للغاية، وتتعاون معا في الصيد وتعتبر المفترس الرئيسي في المحيط، ولها نظام غذائي متنوع يشمل الأسماك والفقمات وحتى الحيتان الأخرى.
تتميز الحيتان القاتلة بزعانف بيضاء وصفراء وظهر أسود وجانبين رماديين، ويتراوح طول البالغة منها من 6 إلى 9 أمتار، ووزنها ما بين 5 إلى 8 أطنان، ويمكن أن تعيش أكثر من 80 عاما.
في السنوات الأخيرة، كانت هناك زيادة مقلقة في عدد الحوادث، وقد تركت الكثيرين في حيرة وقلق بشأن سلامة سفنهم. فما الأسباب المحتملة لهذه الهجمات وما التدابير التي يمكن اتخاذها لمنعها؟
يقدم تقرير نشر في موقع “ذا كونفرسيشن” (The Conversation) على هيئة سؤال وجواب مع الدكتور لوك ريندل، الباحث في سلوكيات الثدييات البحرية في جامعة سانت أندروز البريطانية، بعض الأفكار عن الأسباب المحتملة وراء هذه الهجمات، بالإضافة إلى العواقب المحتملة لكل من البشر والحيتان القاتلة.
يوضح الدكتور ريندل أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن سبب مهاجمة الأوركا للقوارب، ويشير إلى أنه قد يكون مرتبطا بحقيقة أن بعض مجموعات الحيتان تكافح للعثور على ما يكفي من الطعام، وقد يتسبب هذا في أن تصبح أكثر عدوانية، مما يؤدي بها إلى مهاجمة القوارب كوسيلة لتأكيد هيمنتها.
بالإضافة إلى ذلك، عندما تصبح الحيتان أكثر عدوانية، فقد يؤدي ذلك إلى مواجهات أكثر خطورة بين البشر وهذه الحيوانات.
يمكن أن يكون منع الهجمات أمرا صعبا، لكن هناك بعض التدابير التي يمكن لمالكي القوارب اتخاذها لتقليل مخاطر التعرض لهجوم، مثل أن يتجنبوا مضيق جبل طارق خلال ذروة موسم الحيتان، والذي عادة ما يكون من غشت إلى أكتوبر؛ لتقليل مخاطر تعرضهم لهجوم.