العثماني يرد على مروجي فكرة “زلزال الحوز عقاب من الله”؟

قال القيادي بحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق أنه “منذ وقع الزلزال الأخير بالمغرب بآلامه ومآسيه، تعالت بعض الأصوات تفسره على أنه عقاب من عند الله، وأن كل بلاء يقع إنما هو عقاب على الذنوب والمعاصي مستطردا بالقول أن هذا “شائع في ثقافتنا وفهمنا للدين. وهو ناتج في رأينا عن سوء فهم لنصوص القرآن والسنة، وسوء وعي بطبيعة الكوارث وحقيقتها.”

وقال ” العثماني ” أن المروجون لذلك الخطاب يقعون على الأقل في ثلاث خطايا:

الأولى : التألي على الله والتقول عليه، بادعاء أنه عاقب بهذا الزلزال، وهذا لا يكون إلا في علم الله، فكيف عرفوه؟ إضافة إلى كونه كما سنرى يعارض عددا من الأدلة الشرعية الثابتة، والمعرفة البشرية الواضحة.

الثانية : ذلك يسيء إلى آلاف الشهداء والجرحى الذين لا ذنب لهم في وقوع الزلزال، بل هو قدر يجب أن يواسوا فيه ويخفف عنهم، لا أن يصدموا بخطاب يجعلهم هم أو من حولهم مسؤولين عليه.

الثالثة : أن ذلك يصرف عن واجب الوقت، أو يشوش عليه، وهو المواساة والتضامن والإسعاف والإسراع إلى الإغاثة وتضميد الجراح. كما أنه قد يصرف عن إعطاء العلوم المرتبطة بالكارثة مثل الجيولوجيا وعلم الزلازل مكانتها الضرورية في الوقاية منها.

ويرى العثماني اأن عقوبة الذنب تكون في الآخرة لا في الدنيا. والنصوص التي يستدل بها البعض على أن الذنب سبب للبلاء إما ضعيفة لا تقوم بها حجة، وإما أولت على غير معناها الصحيح، بالخلط بين العقوبة الدينية والعقوبة الكونية القدرية