تميز عام 2023 بتحقيق السياحة في المغرب أرقامًا قياسية. وتشير البيانات التي تم جمعها في النصف الأول من هذا العام إلى عتبات جديدة لا تقل إثارة للإعجاب عن العتبات السابقة.
وفي النصف الأول من عام 2024، تأكدت هذه الاتجاهات الإيجابية، مما يشير إلى أرقام جديدة قادمة. ولأول مرة، تفوق المغرب على مصر من حيث عدد الزوار الوافدين، مما يعكس فعالية سياسات جذب السياح وتحسين البنية التحتية الجوية.
هذا الأداء الاستثنائي للسياحة في المغرب أدى إلى زيادة بنسبة 14% في عدد السياح الوافدين ليصل إلى 7.4 مليون زائر.
وسجل شهر يونيو وحده رقماً قياسياً بلغ 1.5 مليون زائر، بزيادة 10% مقارنة بالعام السابق و38% مقارنة بعام 2019 قبل الجائحة. هذه الأرقام تتجاوز التوقعات بكثير، حيث تم تسجيل 909,000 زائر إضافي، ما يعادل الفائض المتوقع للعام بأكمله
بالنسبة لمصر، على الرغم من التحديات المستمرة، بما في ذلك التوترات الإقليمية وتأثير الأزمة في أوكرانيا على السياحة الشاطئية، حافظت البلاد على استقرار نسبي مع 7.069 مليون زائر في النصف الأول من العام.
وساعدت الجهود المبذولة لتنويع أسواق المصدر، واستهداف دول مثل الصين والهند والمملكة العربية السعودية، في التخفيف من الآثار السلبية، مما أظهر مرونة قطاع السياحة المصري.
أما في تونس، فرغم أن الإيرادات سجلت ارتفاعاً بنسبة 7.8% لتصل إلى 2.1 مليار دينار خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2024، إلا أنها تظل أقل من الرقم القياسي البالغ 6.7 مليار دينار في العام الماضي. ومع ذلك، يشير هذا النمو إلى انتعاش مشجع للسياحة التونسية، مدعوماً بالجهود المستمرة لترويج وتطوير البنية التحتية السياحية.
وبالنظر إلى النصف الثاني من عام 2024، فإن التوقعات مرتفعة للغاية، خاصة مع اقتراب أشهر موسم الذروة التي تمثل تقليدياً ذروة وصول السياح إلى منطقة المغرب العربي. ويتعزز التفاؤل من خلال انتعاش السياحة العالمية في مرحلة ما بعد كوفيد-19 والسيطرة على التضخم، مما يعزز القوة الشرائية والإنفاق الترفيهي