مدير دار الصانع في قفص الاتهام!.. شركة محظوظة تظفر بصفقة بـ249 مليون لإنتاج مقاطع فيديو

كشفت وثائق حصل عليها موقع “هاشتاغ” عن صفقة أبرمتها مؤسسة دار الصانع بقيمة 2,497,800 درهم مغربي، والتي تهدف إلى تقديم خدمات إنتاج محتوى مخصص للبث، بما في ذلك تصميم وإنتاج وتكييف مقاطع فيديو تتعلق بقطاع الصناعة التقليدية.

هذه المقاطع تهدف إلى الترويج للمنتجات الحرفية المغربية وتعزيز مكانتها على الصعيدين الوطني والدولي.

ورغم أن الهدف المعلن لهذه الصفقة كان دعم قطاع الصناعة التقليدية وتعزيز حضورها الاعلامي، فقد أثارت الصفقة التي تحمل رقم 17/MDA/2024 استغراب المهنيين بسبب تخصيص هذا المبلغ الكبير لشركة واحدة تُثار حولها الكثير من الأسئلة.

ووفقًا للوثائق التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ”، فقد تم استبعاد عدة شركات في مراحل مختلفة من التقييم. في المرحلة الأولى، الخاصة بالفحص الإداري والتقني، تم استبعاد VIDEORAMA PRODUCTION وWSMEDIA لأسباب غير واضحة.

بعد ذلك، في مرحلة التقييم التقني، تم استبعاد شركات أخرى مثل MONOFRIQUE PRODCOM وPUBLIC EVENEMENT PRODUCTION وYADEST SARL وHORIZON PROD وWEMASH DIGITAL.

وفي مرحلة التقييم المالي، تقدمت شركة BOOMING BTL بعرض مالي بلغ 2,496,000 درهم، وهو أقل من عرض NOUVEAU HOMO SAPIENS الذي بلغ 2,497,800 درهم، إلا أن NOUVEAU HOMO SAPIENS تم اختيارها للحصول على الصفقة رغم الفارق الطفيف في المبالغ.

وقد أثارت هذه الصفقة انتقادات من طرف مهنيين في قطاع الصناعة التقليدية، الذين يعتبرون أن تخصيص 249 مليون سنتيم لترويج الصناعة التقليدية لا يعود عليهم بفائدة ملموسة.

يقول أحد الحرفيين لموقع “هاشتاغ”: “نحن بحاجة لدعم مباشر ومستدام لورشاتنا، وليس لتخصيص هذه المبالغ لشركات ترويجية لن تساهم فعليًا في تحسين ظروفنا”.

وأضاف: “المبالغ الضخمة التي تُصرف على هذه العقود تتركنا نتساءل عن مدى جدوى مثل هذه الصفقات، فالحرفيون يكافحون للحفاظ على مهنتهم في ظل ارتفاع تكاليف المواد الخام وتراجع الطلب.”

وتأتي هذه الانتقادات في وقت يواجه فيه القطاع الحرفي تحديات اقتصادية كبيرة، حيث يتوقع المهنيون من الجهات المسؤولة عن دعم الصناعة التقليدية تبني مقاربات تدعم الحرفيين بشكل مباشر، بدلاً من ضخ الأموال في صفقات ترويجية تُثير شكوكًا حول جدواها وفعاليتها.