حصري: بنكيران هو من أقنع العثماني بتوقيع معاهدة التطبيع

حصل موقع “هاشتاغ” على معطيات حصرية تتعلق بتوقيع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، على معاهدة التطبيع مع إسرائيل التي أشرفت عليها الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2020، والتي تم الاتفاق فيها على فتح مكاتب اتصال في الرباط وتل أبيب.
وتفيد المعطيات التي يتوفر عليها موقع “هاشتاغ” أن سعد الدين العثماني تردد في التوقيع على معاهدة التطبيع مع دولة إسرائيل، وأخبر جهات عليا بتحفّظه.
وكشفت مصادر موقع “هاشتاغ” أن العثماني قضى ليلة كاملة دون نوم بعد إبلاغه بتوقيع المعاهدة، وفتح مشاورات مع قيادات محدودة داخل حزب العدالة والتنمية، من بينها عبد الإله ابن كيران، الذي شجعه على ذلك، والتوقيع على معاهدة طالما كانت من المحظورات لدى حزب العدالة والتنمية الإسلامي.
وأقنع عبد الإله ابن كيران خليفته آنذاك في الحزب على المضي قدمًا فيما طُلب منه، وهو الأمر الذي حصل فعلاً، بعد أن هدد العثماني بالخروج من الحكومة في حال استمر الضغط عليه من أجل توقيع هذه المعاهدة، التي جلبت الكثير من الانتقادات للحزب وتسببت في انقسام داخلي داخل التنظيم.
ودعا ابن كيران مؤخراً سعد الدين العثماني للاعتذار عن توقيع معاهدة التطبيع، مضيفًا في تجمع حزبي أن الحزب سبق أن اعتذر عن ما حدث، بالرغم من أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، هو من يجب أن يقدم الاعتذار، لأن ما قام به له ظروف يعلمها، وحزب العدالة والتنمية لا يمكن أن يبيع القضية الفلسطينية. وأضاف أن الدولة لها ظروفها وسياساتها.
هاجم محمد يتيم، القيادي السابق في الحزب، عبد الإله ابن كيران، معتبرًا أنه “من كانت له الجرأة فليتوجه بوضوح لانتقاد الدولة وتحميل الجهة التي قررت استئناف العلاقات لاعتبارات ارتأتها تخدم القضية الوطنية، وإلا فليتوقف عن استهداف وانتقاد [الحيط القصير]”. وأكد أن مواقف الحزب ومواقف مؤسساته معروفة وثابتة قبل حادثة التطبيع وعند توقيعه وبعد توقيعه.
وأكد يتيم في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أن “الحزب رسميًا قبل واقعة التطبيع، وعند وقوعها أصدر بلاغات يؤكد فيها رفضه للتطبيع، سواء تعلق الأمر بالمجلس الوطني أو بالأمانة العامة، وكان العثماني حينها هو الأمين العام للحزب”. وأضاف أنه “للأمانة والتاريخ ومن أجل الحقيقة، مواقف العثماني واضحة من التطبيع، وسبق أن عبر عنها في تصريحات صحفية وفي لقاء مع قناة الجزيرة”، منبهًا إلى ضرورة “الموضوعية والتجرد في موضوع معلوم من يتخذ القرار فيه، ومعلوم السياق الذي ورد فيه”.
ويواجه سعد الدين العثماني تلميحات عبد الإله ابن كيران بالتجاهل التام، رغم حدتها وعدوانيتها، ليجد القادة السابقون أنفسهم مضطرين للدفاع عن العثماني، بحكم معرفتهم بتفاصيل توقيع معاهدة التطبيع مع إسرائيل وسياقاتها الكاملة.