تصاعدت في الأيام الأخيرة وتيرة النقاش داخل الأوساط الإسبانية حول إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية، عقب تصريحات أثارها النائب البرلماني الإسباني عن تحالف (GPPLU)، أرماس غونزاليز. كشف غونزاليز في سؤال كتابي موجه إلى وزارة النقل الإسبانية، عن تحركات داخل الوزارة قد تؤدي إلى نقل خدمات الملاحة الجوية (ATS) الخاصة بالمجال الجوي للصحراء إلى المغرب. ووصف هذا الاحتمال بأنه “تنازل من الباب الخلفي”، معتبراً أنه يختلف عن الترتيبات المعتادة التي تقتصر عادة على تنسيق محدود بين الدول لأسباب تقنية أو لتسهيل حركة الملاحة الجوية.
وأثار هذا الموضوع جدلاً إضافياً بعدما أطلقت شركة الطيران “ريانير” خطوطاً جوية مباشرة تربط مدينة الداخلة بمطارات دولية. هذه الخطوة دفعت الجزائر وجبهة البوليساريو إلى التعبير عن استيائهما، حيث اعتبرت الجزائر أن مؤسسة “ENAIRE” الإسبانية المسؤولة عن إدارة الملاحة الجوية انطلاقاً من جزر الكناري، خالفت “قرارات دولية” بعدم الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وفق زعمها.
وفي سياق انتقاداته، أشار النائب غونزاليز إلى أن التعاون الجوي القائم حالياً بين إسبانيا وموريتانيا يتسم بالحدودية ولا يشمل تنازلاً شاملاً، عكس ما يُناقش حالياً بشأن الصحراء المغربية. كما طالب الحكومة الإسبانية بتوضيح موقفها الرسمي بشأن هذا الملف، الذي قد تكون له أبعاد سياسية تتجاوز الاعتبارات التقنية.
هذا التوتر الدبلوماسي يعكس أهمية المجال الجوي للصحراء كأداة استراتيجية في سياق النزاع، حيث تسعى الرباط لتعزيز سيادتها على الإقليم عبر مشاريع تنموية وربط داخلي ودولي، فيما تسعى الجزائر إلى استغلال أي خطوة دولية للتشكيك في شرعية هذه السيادة. ومن المتوقع أن تستمر هذه التحركات في إثارة المزيد من الجدل داخل إسبانيا وعلى المستوى الإقليمي.