الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مشروع استراتيجي يغير قواعد اللعبة في إفريقيا والعالم

في سياق زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التاريخية إلى المغرب، تتجه الأنظار نحو مشروع طموح يهدف إلى تحويل الصحراء المغربية إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر. هذا المشروع يشكل خطوة غير مسبوقة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وباريس، مع أبعاد اقتصادية وجيوسياسية تتجاوز حدود الطاقة المتجددة.

بحسب تقارير إعلامية فرنسية، تعكس هذه الشراكة رؤية مشتركة للمغرب وفرنسا في تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، حيث سيتم تنفيذ مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصحراء المغربية بمشاركة شركات فرنسية كبرى مثل TotalEnergies وEngie، بالتعاون مع شركات دولية أخرى. ويعد المشروع الأكبر من نوعه في إفريقيا، ويستند إلى استغلال الموارد الطبيعية الغنية للطاقة الشمسية والرياح في المنطقة.

يهدف المشروع إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر كوقود نظيف منخفض الكربون يمكن استخدامه في مجالات متعددة، من الصناعة إلى النقل. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في خفض الانبعاثات الكربونية وتنويع مصادر الطاقة، بما يعود بالنفع على البلدين ويعزز استدامة مواردهما.

لكن المشروع لا يخلو من أبعاد سياسية وجيوسياسية لافتة، إذ يضع موقعه في الصحراء المغربية فرنسا في موقف داعم صريح للرباط في قضية الصحراء، وهو ما قد يُثير توتراً مع الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو. هذا الدعم الفرنسي يعزز من مكانة المغرب إقليمياً ويدفع نحو إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة.

ويمثل مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، حيث يفتح آفاقاً جديدة للتعاون في قطاعات حيوية ويعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في ظل التطورات المتسارعة في مجال الطاقة العالمية.