المغرب يدخل عصر المسيرات.. من الابتكار إلى التصنيع العسكري

بدأ المغرب في السنوات الأخيرة تعزيز حضوره في مجال صناعة الطائرات بدون طيار، في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تطوير الصناعات العسكرية والاقتصادية. ويأتي هذا التوجه استجابة للطلب المتزايد على استخدام المسيرات في مجالات متنوعة تشمل الدفاع، الزراعة، ونقل السلع.

أعلنت شركة “آيرو درايف إنجينيرينغ سرفيس” المغربية عن نجاح أول تجربة لطائرة “أطلس” بدون طيار، المصممة للمهام العسكرية مثل الاستطلاع وجمع المعلومات. تتميز هذه الطائرة بقدرتها على التحليق لمدة 6 ساعات، واعتمادها على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الصور والفيديوهات، إضافة إلى تكلفتها المنخفضة التي لا تتجاوز 2000 دولار. هذا الإنجاز يعكس طموح المغرب لتطوير قدراته في هذا المجال، في مسار بدأه منذ أكثر من عشر سنوات لتأسيس بنية تحتية تُمكّنه من أن يصبح منتجًا للأسلحة المتطورة.

تُوظف الطائرات بدون طيار في المغرب في مجالات متعددة تشمل مراقبة الحدود، الزراعة الدقيقة، التصوير الجوي، والإنقاذ. في القطاع الزراعي، تُستخدم المسيرات لرش المبيدات بفعالية عالية، مما يقلل من استهلاك المواد الكيميائية ويحسن الإنتاجية. كما تُساهم في مراقبة الطرق والهجرة غير النظامية، مما يعزز دورها كأداة متعددة الاستخدامات.

من جهة أخرى، يخطط المغرب لتعزيز قطاع الصناعات الدفاعية من خلال شراكات دولية، مثل الاتفاقية التي وُقعت مؤخرًا مع شركة “تاتا غروب” الهندية لإنتاج مركبات قتالية. وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية أوسع تهدف إلى إنشاء منطقتين صناعيتين مخصصتين لتطوير معدات الأمن وأنظمة الأسلحة، بعد المصادقة على مشاريع عسكرية وطنية.

تزايد الاهتمام العالمي بالطائرات بدون طيار يعكس تحولها إلى أداة استراتيجية غيرت موازين القوى في النزاعات، خاصة مع كلفتها المنخفضة مقارنة بالأسلحة التقليدية الثقيلة. وبالنظر إلى الإمكانات المتوفرة، يطمح المغرب إلى تطوير هذه الصناعة ليصبح من الدول المنتجة والمصدرة لهذا النوع من التكنولوجيا.