الأسد الإفريقي 2025.. أكادير تحتضن التخطيط المغربي الأمريكي لأضخم مناورة عسكرية في إفريقيا

هاشتاغ _ الرباط

انطلقت التحضيرات لمناورة “أسد إفريقيا 2025”، أكبر مناورة عسكرية تقودها الولايات المتحدة في القارة الإفريقية، خلال اجتماع موسع جمع مخططين عسكريين من عدة دول بين 18 و22 نونبر الجاري في مقر المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية المغربية. يأتي هذا اللقاء كجزء من سلسلة اجتماعات دولية تهدف إلى تنسيق الجهود ووضع الخطط النهائية لضمان نجاح هذه المناورة التي تعد محطة بارزة في التعاون العسكري الإقليمي والدولي.

وستشهد المناورة، المقرر إجراؤها في أبريل وماي 2025، مشاركة قوات من المغرب وتونس وغانا والسنغال والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في إطار سعي الدول المشاركة إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. وتمثل هذه النسخة توسعاً كبيراً من حيث الحجم والنطاق، بما يعكس الأهمية المتزايدة للشراكات الاستراتيجية التي تجمع الجيش الأمريكي بحلفائه في إفريقيا.

خلال الاجتماعات التي استضافها المغرب، ناقش المخططون الجوانب اللوجستية والعملياتية، مع التركيز على تحسين التوافقية بين القوات، وتعزيز التعاون عبر مختلف المجالات، من العمليات الجوية والبحرية إلى العمليات البرية والخاصة. وكان التنسيق بين المغرب والسنغال لافتاً، إذ تسعى الدولتان إلى تعزيز جهودهما الأمنية المشتركة ومواجهة التحديات الإقليمية بروح من التعاون الوثيق.

وأشار أحد ممثلي القوات المسلحة الملكية المغربية إلى أن مثل هذه المناورات تبرز قوة الشراكات الإقليمية والدولية، مشدداً على أن التعاون مع القوات الأمريكية والدول الأخرى المشاركة يساهم في تحسين الكفاءة العملياتية وبناء الثقة المتبادلة.

من جهتها، كانت تونس قد استضافت اجتماعات تخطيطية سابقة ركزت على مساهماتها في المناورة، مع اهتمام خاص بتكامل العمليات الجوية والبرية، وتعزيز الأمن البحري، ومكافحة الإرهاب. وتعمل تونس على تنسيق جهودها مع المغرب وباقي الدول المشاركة لمعالجة التحديات المشتركة في شمال وغرب إفريقيا.

أما غانا والسنغال، فتقومان بدور محوري في التحضيرات الخاصة بغرب إفريقيا. تعمل القوات الغانية على تطوير جاهزيتها للتدريبات الميدانية والعمليات الإنسانية، بينما تركز السنغال على عمليات حفظ السلام وأمن الحدود، معززة بذلك مكانتها كقائد إقليمي في التعاون الأمني.

في هذا السياق، أكد العقيد ألويز ندين من القوات المسلحة السنغالية أن مشاركة بلاده في “أسد إفريقيا” تعكس التزامها بتعزيز الأمن والسلام الإقليميين من خلال التعاون العسكري مع الحلفاء الدوليين. وأضاف أن هذه المناورة فرصة لتبادل الخبرات وصقل المهارات بين الدول المشاركة.

تمثل “أسد إفريقيا 2025” تجسيداً عملياً لرؤية جماعية تهدف إلى تعزيز الاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية عبر القارة الإفريقية، مما يعكس التزام الدول المشاركة ببناء قدرات دفاعية قوية وتحقيق شراكات مستدامة في مواجهة التحديات المشتركة.