هاشتاغ _ الرباط
تسعى الهندسة الحديثة إلى تحقيق رؤى طموحة تُعيد تشكيل ملامح التنقل العالمي من خلال مشاريع أنفاق عملاقة تربط بين القارات.
وبينما لا يزال مشروع النفق تحت مضيق جبل طارق، الذي سيصل بين المغرب وإسبانيا، في مراحله الدراسية، يبرز مشروع أوروبي جديد يطمح إلى تغيير المعادلة: نفق تحت البحر يربط أيرلندا وويلز، ويعد بأن يكون الأطول في العالم.
بطول إجمالي يصل إلى 87 كيلومترًا، يهدف هذا المشروع، المعروف باسم “الطريق البريدي الأيرلندي”، إلى ربط هولي هيد في ويلز بدبلن في أيرلندا، مما يقلل زمن الرحلة إلى 30 دقيقة فقط بالسيارة، مقارنة بأربع ساعات بالطائرة حاليًا. هذه الفكرة الطموحة، التي تعود جذورها إلى العصر الفيكتوري، أصبحت اليوم أكثر واقعية بفضل التقدم التكنولوجي الذي جعل تنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة ممكنًا.
وفي المقابل، يستمر مشروع النفق تحت مضيق جبل طارق في جذب الانتباه باعتباره رابطًا حيويًا بين إفريقيا وأوروبا. ووفقًا للتصاميم الأولية التي كشفت عنها الشركة العامة الإسبانية Secegsa، سيضم النفق نظامًا حديثًا يتكون من مسارين أحاديي الاتجاه مخصصين للقطارات، بالإضافة إلى معابر عرضية لضمان الاتصال والسلامة. المشروع، المستوحى من نفق Eurotunnel الذي يربط فرنسا بإنجلترا، يهدف إلى تسهيل نقل الركاب والبضائع وتعزيز التجارة بين القارتين.
وعلى الرغم من التحديات المالية والتقنية التي تواجه هذه المشاريع، فإنها تحمل إمكانيات هائلة لتغيير مستقبل التنقل وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول. هذه الأنفاق العملاقة ليست مجرد مشاريع بنية تحتية، بل رموز للتقدم والوحدة في عالم يطمح إلى تجاوز الحدود.