نزار بركة في قفص الاتهام بسبب مناورات خفية لتفكيك التحالف الحكومي وتشتيت الأغلبية

كشفت مصادر مطلعة أن قيادات حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار أبدت غضباً شديداً إزاء ما وصفته بـ”مناورات” الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، الذي أصبح، بحسبها، عنصر اضطراب داخل التحالف الحكومي، وسبباً رئيسياً في توتير العلاقات داخل الجماعات الترابية والمجالس الإقليمية والجهوية.

وأفادت المصادر ذاتها أن حزب الاستقلال، بقيادةنزار بركة، أخلّ بتنسيقه مع شركائه في الأغلبية، ما دفع حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار إلى فك الارتباط معه في عدد من الجماعات، خصوصاً تلك التي شهدت مؤخراً إعادة انتخاب رؤساء جدد، في خطوة اعتبرتها القيادات “رداً على سياسة بركة الانفرادية والضرب من تحت الطاولة”.

وتشير المعطيات إلى أن بركة ينتهج أسلوباً يهدف إلى تفكيك البيت الداخلي للأغلبية، مستغلاً نزاعات شخصية لضرب خصومه داخل حزبه أولاً، ثم استهداف استقرار التحالف الحكومي.

وتشير المصادر إلى ما قام به بركة ضد النعم ميارة، بإبعاده عن رئاسة مجلس المستشارين وإقصائه من السباق نحو الأمانة العامة للحزب، في محاولة منه لإضعاف تيار ولد الرشيد داخل حزب الاستقلال.

وتساءل مراقبون عن إمكانية استخدام بركة لنفس النهج داخل الأغلبية الحكومية، متسائلين: “هل يخطط بركة لتفكيك التحالف الحكومي بنفس الأساليب التي استخدمها داخل حزبه؟”

وفي سياق متصل، روج مقربون من نزار بركة قصاصة إخبارية تضمنت اتهامات موجهة لحزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة بالتسبب في تصدعات داخل التحالف الحكومي، خصوصاً في ملف رئاسة جماعة سبع عيون بإقليم الحاجب.

وأبرزت القصاصة الانقسام الذي حدث بعد تزكية حزب التجمع الوطني للأحرار مرشحه يوسف شردود، في مقابل ترشيح حزب الأصالة والمعاصرة لعبد الحق الصبري، رغم أن حزب الاستقلال زكى رسمياً مرشحه أحمد بوجنان. هذا الوضع اعتبرته مصادر بمثابة مؤشر على “بداية انهيار التحالف الثلاثي”، الذي تأسس سنة 2021، ما قد يفتح الباب أمام صراعات أكبر تؤثر على العمل الحكومي برمته.

مصدر من الأغلبية أكد أن “حزب الاستقلال هو من بدأ خيانة التحالف بتبنيه خطوات منفردة وخطط خفية للانقلاب على شركائه”، مضيفاً أن بركة “يجيد اللعب في الخفاء”، وهو أسلوب لا يتماشى مع قواعد العمل السياسي النزيه.

وشدد المصدر ذاته على أن التنسيق بين حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار ما زال قوياً، مشيراً إلى أن ما يقوم به بركة هو “خيانة للتحالف ومحاولة فاشلة لتفكيكه استعداداً لانتخابات 2026”.