المغرب يعزز مكانته في سوق اللوز العالمي.. استيراد قياسي ونمو متواصل!

يسجل المغرب رقماً قياسياً جديداً في وارداته من اللوز المقشر من الولايات المتحدة، حيث بلغت الكميات المستوردة خلال الأشهر الإحدى عشر الأولى من عام 2024 أكثر من 35 ألف طن، بقيمة 174.5 مليون دولار، ما يمثل زيادة بنسبة 18% مقارنة بعام 2023، وفقاً لبيانات منصة “East Fruit” المتخصصة في التحليل الفلاحي.

ومنذ عام 2017، يتزايد استيراد المغرب للوز الأمريكي سنوياً، باستثناء عام 2022 الذي شهد انخفاضاً طفيفاً نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع التكاليف اللوجستية. لكن الاتجاه التصاعدي عاد بقوة في 2023، ليصل حجم الواردات في 2024 إلى 38 ضعف ما كان عليه في 2017، ما يعكس تنامي الطلب على هذا المنتج في السوق المغربية.

الولايات المتحدة تهيمن على سوق اللوز المغربي بحصة 99% من إجمالي الواردات، فيما تبقى الكميات القادمة من إسبانيا، البرتغال، الجزائر، إيطاليا، وهولندا ضئيلة. وعلى المستوى العالمي، يحتل المغرب المرتبة الثامنة بين أكبر مستوردي اللوز الأمريكي، بحصة 5% من إجمالي صادرات الولايات المتحدة من هذا المنتج، والتي شملت 112 دولة خلال عام 2024.

ويواصل استهلاك اللوز في المغرب ارتفاعه، إذ يعد الأكثر شعبية بين المكسرات في السوق المحلية. ومن حيث القيمة، تأتي وارداته السنوية في المرتبة الثانية بعد التمور ضمن قائمة الفواكه والخضروات المستوردة. ووفقاً للبيانات، بات المغرب من أكبر 10 مستوردين للوز المقشر في العالم.

ورغم الاعتماد الكبير على الاستيراد، ينتج المغرب اللوز محلياً، حيث بلغ حجم إنتاجه بالقشر 146 ألف طن عام 2023، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة. ويخصص جزء صغير من هذا الإنتاج للتصدير، إذ صدر المغرب 215 طناً من اللوز المقشر في 2024 إلى أسواق خارجية، أبرزها الدنمارك، إيطاليا، وألمانيا.

ومع استمرار تنامي الاستهلاك المحلي، وترسيخ المغرب لموقعه بين كبار المستوردين، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان هذا الاتجاه التصاعدي سيستمر في السنوات المقبلة، أم أن العوامل الاقتصادية وتقلبات السوق العالمية قد تؤثر على هذا النمو.