البيجيدي يدخل على خط منع أخنوش لبركة من زيارة مشروع الربط المائي.. وصراع خفي يهز التحالف الحكومي!

طالب الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بعقد اجتماع عاجل للجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة والتنمية المستدامة، بحضور وزير التجهيز والماء، نزار بركة، لمناقشة حصيلة إنجاز مشاريع نقل المياه بين الأحواض المائية، وكذا البرامج المستقبلية في هذا الإطار.

وجاءت هذه المبادرة بعد تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها نزار بركة إلى مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة، وهو القرار الذي أثار تساؤلات عدة، خاصة في ظل ما وصفه البعض بـ”انعزال” وزراء حزب الاستقلال داخل قبة البرلمان خلال جلسة الأسئلة الشهرية الأخيرة.

وشدد عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية،في مراسلته الموجهة إلى رئيس اللجنة، على أهمية مناقشة هذا الملف الحيوي، بالنظر إلى التحولات المناخية التي تؤثر على الموارد المائية في المغرب، وتفاقم أزمات الجفاف والإجهاد المائي.

وأكد أن نقل المياه بين الأحواض المائية يمثل أحد المحاور الأساسية في الاستراتيجية الوطنية لضمان الأمن المائي، مما يفرض تقييم الإنجازات المحققة حتى الآن والتخطيط لما هو قادم.

وفي السياق ذاته، وجه بووانو سؤالين، أحدهما كتابي والآخر شفوي، إلى وزير التجهيز والماء، مطالبًا بكشف تفاصيل المشاريع المنجزة والبرامج المرتقبة، في ظل التحديات المائية التي تواجه المملكة.

وبالتزامن مع هذه المستجدات، لا يزال تأجيل زيارة نزار بركة إلى مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة يثير علامات استفهام، خاصة أن المشروع دخل مرحلة التجريب منذ أيام، ووصلت أولى كميات المياه إلى السد المستقبل.

ورغم أن مشروع الربط المائي بين سد وادي المخازن وسد دار خروفة يمثل ثاني تجربة كبرى لنقل المياه بين الأحواض المائية في المغرب، إلا أن غياب بركة عن زيارة المشروع الأول الذي يربط بين حوضي سبو وأبي رقراق، والذي أشرف عليه رئيس الحكومة في غشت 2023، لا يزال يثير تساؤلات حول أسباب تغيبه عن مثل هذه المناسبات، رغم أن هذه المشاريع تدخل ضمن اختصاصات وزارته.

وكشفت مصادر مطلعة لموقع “هاشتاغ” أن تأجيل زيارة بركة الأخيرة لم يكن قرارًا ذاتيًا أو بسبب ظرف طارئ كما تم الترويج له، بل جاء نتيجة لضغوطات مورست من قبل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي رفض السماح للوزير بالقيام بالزيارة في هذا التوقيت، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على توتر داخل الأغلبية الحكومية. هذه المعطيات تعزز التكهنات حول وجود تصدع خفي بين مكونات التحالف الحكومي، في وقت يسعى فيه كل طرف إلى تعزيز موقعه استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.

ويُرتقب أن يتم قريبًا الشروع في تزويد مدينة طنجة بالمياه المنقولة من سد وادي المخازن إلى سد دار خروفة، بمعدل تدفق يصل إلى 3.2 متر مكعب في الثانية، ما سيشكل إضافة نوعية لتعزيز الموارد المائية في المنطقة. غير أن الجدل السياسي الذي يرافق هذه المشاريع قد يعكس تفاعلات أعمق داخل التحالف الحكومي، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.