يعيش نادي الرجاء الرياضي أزمة غير مسبوقة منذ اعتقال رئيسه السابق محمد بودريقة في ألمانيا، حيث أكدت النيابة العامة في هامبورغ أن إجراءات تسليمه للمغرب ما زالت مستمرة، دون تحديد موعد نهائي لهذه العملية، مما يزيد من حالة الغموض حول مستقبله القانوني.
وفي ظل هذه الظروف، شهدت إدارة الرجاء تغييرات متسارعة، حيث تولى نائبه عادل هالا الرئاسة بشكل مؤقت، لكنه سرعان ما قدم استقالته لأسباب شخصية بعد فشله في انتشال الفريق من دوامة النتائج السلبية، حيث أقصي من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، وعانى من تذبذب واضح في مستواه محليًا. وجاءت استقالته لتزيد من ارتباك الوضع داخل النادي، خاصة بعد إعلان المكتب المديري إلغاء الجمع العام غير العادي الذي كان مقررًا في الخامس من فبراير، والذي كان سيخصص لانتخاب رئيس جديد.
أمام غياب المرشحين وخوفًا من فراغ إداري قد يعمق الأزمة، قرر المكتب المديري تفعيل بند المنصب الشاغر، وتعيين النائب الثاني عبد الله بيرواين رئيسًا مؤقتًا حتى نهاية الموسم. هذه الخطوة جاءت بعد تغيير في المخططات الأولية التي كانت تتجه نحو استقالة جماعية للمكتب المديري وتشكيل لجنة مؤقتة لتصريف الأعمال في انتظار انعقاد جمع عام جديد.
على المستوى الفني، لم يكن الوضع أفضل حالًا، حيث تناوب على تدريب الرجاء خلال فترة عادل هالا ثلاثة مدربين، دون أن يتمكن أي منهم من تحقيق النتائج المرجوة. بدأ الفريق الموسم تحت قيادة روسمير سفيكو، لكنه لم يصمد طويلًا ليتم الاستغناء عنه، تلاه ريكاردو سابينتو الذي لقي المصير ذاته بسبب سوء النتائج، قبل أن يتم الاستعانة بابن الدار حفيظ عبد الصادق، غير أن سوء النتائج استمر، مما عجل برحيله هو الآخر.
في محاولة لإعادة الاستقرار للفريق، أعلن الرجاء الرياضي عن التعاقد مع المدرب التونسي لسعد جردة الشابي، الذي سبق له قيادة الفريق إلى تحقيق لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس محمد السادس للأندية الأبطال، إضافة إلى احتلال وصافة البطولة الاحترافية. ويأمل الشابي أن ينجح في قيادة الرجاء مجددًا نحو منصات التتويج، رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها النادي في الفترة الأخيرة.