وثائق أمريكية مفرج عنها تكشف موقف واشنطن الثابت من قضية الصحراء

كشفت وثائق أرشيفية رفعت عنها الولايات المتحدة الأمريكية السرية مؤخرًا عن موقف واشنطن من نزاع الصحراء، مؤكدة أن دعم البوليساريو أو الجزائر كان سيشكل تهديدًا مباشراً للمصالح الأمريكية في المنطقة.

وتضمنت الوثائق مذكرة إخبارية مؤرخة في 1 غشت 1985، صادرة عن مدير هيئة موظفي تخطيط السياسات وموجهة إلى مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، تناولت ما وصفته بـ”مشكلة الصحراء”. وأشارت الوثيقة بوضوح إلى أن إقامة دولة مستقلة للبوليساريو كان من شأنه زعزعة الاستقرار الإقليمي وفتح المجال أمام النفوذ السوفياتي على الساحل الأطلسي خلال فترة الحرب الباردة، فضلًا عن كونه سيشكل منصة محتملة لتنفيذ هجمات ضد المغرب.

كما أكدت الوثيقة أن الضغط على المغرب لتقديم تنازلات للبوليساريو لم يكن ليخدم المصالح الأمريكية، مبرزة أن الجزائر حاولت إقناع واشنطن بدفع الملك الراحل الحسن الثاني إلى تقديم تنازلات، غير أن الإدارة الأمريكية حينها رأت في ذلك خطوة غير مفيدة لإستراتيجيتها في المنطقة.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في العلوم السياسية بلال لمراوي أن هذه الوثيقة تعكس رؤية واشنطن لقضية الصحراء ضمن إطار السيادة المغربية، حيث اعتبرت أن أي خيار آخر كان سيؤثر سلبًا على مصالحها. وأضاف أن الموقف الأمريكي الظاهري الذي بدا محايدًا في تلك الفترة كان في الواقع خيارًا براغماتيًا، مكّن واشنطن من الحفاظ على علاقات مستقرة مع الجزائر، مع تقديم دعم غير مباشر للمغرب.

ويأتي الإفراج عن هذه الوثيقة ليؤكد أن موقف الولايات المتحدة من ملف الصحراء ظل ثابتًا على مدى العقود الماضية، حيث دعمت مقترح الحكم الذاتي المغربي، واعتبرته “جادًا وذا مصداقية وواقعيًا”، بوصفه الحل الأمثل لإنهاء النزاع.