مربو الماشية في أسا الزاك يستغيثون.. هل يتدخل وزير الفلاحة لإنقاذ القطيع؟

في ظل أزمة خانقة تهدد نشاط تربية الماشية، وجه المرصد المغربي للحكامة والحياة العامة ملتمسًا عاجلًا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، لمطالبته باتخاذ إجراءات فورية لمواكبة ودعم مربي الماشية في إقليم أسا الزاك، الذين يواجهون أوضاعًا مأساوية بسبب تراجع القطيع وارتفاع تكاليف تجديده.

المرصد شدد في مراسلته، على أن هؤلاء المربين يبذلون جهودًا جبارة للحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية، وخاصة الأغنام والماعز، رغم الظروف المناخية القاسية والأزمات الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع قياسي في تكلفة الإنتاج.

وأشار الملتمس إلى أن قبائل أيت يوسى تعتمد بشكل أساسي على تربية الماشية كمصدر دخل رئيسي، خصوصًا في مناسبة عيد الأضحى، حيث يشكل بيع الأضاحي فرصة لتعزيز مداخيلها السنوية. لكن هذا العام جاء استثناءً تاريخيًا بعد دعوة أمير المؤمنين الملك محمد السادس المواطنين إلى تجنب شراء الأضاحي، حفاظًا على القطيع الوطني في ظل ندرة الموارد وتدهور الماشية بسبب الجفاف المتكرر.

وفي هذا السياق، أكد المرصد أن القرار الملكي الحكيم رفع الحرج عن المواطنين، لكنه في المقابل وضع المربين أمام تحدٍّ ضخم، إذ أصبحوا مطالبين ببذل مجهودات جبارة للحفاظ على القطيع وتجديده، وهو ما يستوجب دعمًا ماليًا عاجلًا لتخفيف الأعباء الثقيلة التي أرهقتهم، خصوصًا في ظل الارتفاع المهول في أسعار الأعلاف وانخفاض قدرتهم الشرائية.

وفي رسالته إلى الوزير، دعا المرصد إلى إطلاق برنامج دعم مستعجل وفعال لمربي الماشية، على غرار المبادرات الاستثنائية التي أطلقتها الحكومة في أوقات الأزمات، مثل دعم قطاع النقل والسياحة، والتي أثبتت نجاحها في الحفاظ على التوازن الاقتصادي ومساعدة المهنيين على تجاوز المحن.