إغلاق مختبرات “ابن سينا” يشعل غضب الأطباء والصيادلة الداخليين

يستعد الأطباء والصيادلة الداخليون والمقيمون لخوض وقفة احتجاجية إنذارية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في الرباط، يوم الأربعاء 12 مارس 2025، تعبيرًا عن غضبهم من استمرار إغلاق المختبرات المركزية للتحاليل الطبية، مما أدى إلى شلل كامل في التكوين التطبيقي والبحث العلمي.

وحسب بلاغ للجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، فإن هذا التصعيد يأتي بعد أكثر من شهرين من “المعاناة والتهميش”، في ظل ما وصفته اللجنة بـ”اللامبالاة التامة” من إدارة المستشفى والوزارة الوصية، رغم المراسلات والاجتماعات المتكررة التي لم تسفر عن أي حلول ملموسة.

وأكد الأطباء والصيادلة الغاضبون أن تخصص التحاليل الطبية في المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بات يعيش أزمة غير مسبوقة بسبب “الإغلاق العشوائي” للمختبرات، مما أدى إلى تعطيل التكوين التطبيقي والبحث العلمي بالكامل. وأشاروا إلى أن هذه المختبرات، التي كانت حتى وقت قريب مرجعًا وطنيًا، أصبحت اليوم خارج الخدمة، تاركة أكثر من 200 طبيب وصيدلي داخلي ومقيم في حالة تيه مهني وأكاديمي، دون أي فضاء لائق للتدريب أو حتى تصور واضح لمستقبل تكوينهم.

ورغم أن الجمعيات المهنية راسلت إدارة المستشفى منذ 29 نونبر 2024، وعقدت اجتماعين على مستوى المديرية، إلا أن الأزمة لا تزال تراوح مكانها، وسط تجاهل تام لمطالبهم، مما دفعهم إلى دق ناقوس الخطر، محذرين من أن استمرار هذا الوضع يهدد ليس فقط جودة التكوين الطبي، بل ينعكس مباشرة على الخدمات الصحية المقدمة للمغاربة.

كما أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تلقت مراسلة رسمية بخصوص هذه الأزمة في 3 فبراير 2025، لكن دون أن تبادر إلى تقديم أي رد أو حل ملموس، ما اعتبره الأطباء والصيادلة إمعانًا في التجاهل والتقاعس عن إيجاد مخرج لهذه الأزمة المتفاقمة.

وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق إعلان إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا عن نقل خدماته الطبية إلى مؤسسات أخرى في إطار خطة إعادة البناء، وهو القرار الذي زاد من تعميق المخاوف بشأن مستقبل التكوين الطبي. ويرى المحتجون أن هذه التغييرات العشوائية قد تلقي بظلال قاتمة على جودة تدريبهم العملي، وتهدد بتخريج أطباء وصيادلة دون تكوين كافٍ، مما ستكون له تبعات كارثية على المنظومة الصحية ككل.

وفي ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى وزارة الصحة والجهات الوصية لمعرفة مدى استجابتها لهذه الأزمة، وهل ستتدارك الموقف قبل أن يتحول الغضب إلى احتجاجات أوسع قد تعصف بالقطاع الصحي الذي يواجه أصلًا تحديات جسيمة.