مع حلول شهر رمضان 2025، يعود النقاش مجدداً حول مستوى الإنتاج التلفزيوني الذي يُعرض على القنوات العمومية، حيث يلاحظ المشاهد المغربي استمرار نفس الأنماط الإنتاجية التي أثارت الجدل في السنوات الماضية.
وفي هذا الصدد، وجه البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مولاي المهدي الفاطمي، سؤالاً إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، مهدي بنسعيد، حول رؤية الوزارة لتطوير الإنتاج التلفزيوني خلال هذا الشهر، والآليات المعتمدة لضمان جودة الأعمال المعروضة.
وقال في معرض سؤاله إن القنوات العمومية، التي تُمول من المال العام، ما زالت تقدم إنتاجات تفتقد للابتكار وتعتمد على نفس الوجوه ونفس الأفكار التي تعاد كل سنة، وكأن الإبداع أصبح محصوراً في دائرة مغلقة.
وأضاف أن نسب المشاهدة المرتفعة التي تستشهد بها المؤسسات الإعلامية لتبرير استمرار هذا النمط لا تعكس بالضرورة رضا الجمهور، بل تعكس غياب البدائل، حيث يجد المشاهد نفسه مضطراً لمتابعة هذه الأعمال أثناء وقت الإفطار.
وأورد مولاي المهدي الفاطمي أن الاختلالات التي تطبع الإنتاج الرمضاني تتجلى في غياب الرقابة الفعلية على تدبير الميزانيات المرصودة لهذه الأعمال، متسائلاً عن الإجراءات التي يتم اتخاذها لضمان أن المال العام يُصرف وفق معايير تضمن تقديم محتوى يرتقي إلى مستوى انتظارات المغاربة.
كما شدد على ضرورة فتح المجال أمام كفاءات جديدة وضخ دماء إبداعية في المشهد التلفزيوني الوطني، حتى يعكس حقيقة التنوع الثقافي والفني الذي يزخر به المغرب.
ويُعيد هذا السؤال البرلماني إلى الواجهة الجدل المتكرر حول جودة الإنتاج التلفزيوني في رمضان، ويفتح النقاش حول مسؤولية الجهات الوصية في تطوير القطاع السمعي البصري، وضمان أن تكون القنوات العمومية أداة للإبداع والتجديد بدل أن تتحول إلى فضاء لإعادة تدوير المحتوى نفسه كل عام.