في اجتماع وصف بـ “الساخن” عقده قادة أحزاب التحالف الحكومي في المغرب، برئاسة عزيز أخنوش، مساء الأربعاء، كان التركيز منصبًا على الخلافات التي تفجرت إثر تصريحات نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في برنامج “نقطة إلى السطر” على قناة “الأولى”.
وأفادت مصادر موثوقة بأن أخنوش أبدى انزعاجه من الانتقادات التي وجهها بركة حول الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، وهو ما تسبب في توتر الأجواء داخل الاجتماع الذي جمع فقط ثلاث شخصيات بارزة: أخنوش، بركة، وفاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة.
أثناء الاجتماع، الذي أقيم بشكل مغلق في ضيافة رئيس الحكومة بمناسبة الإفطار الرمضاني، استمر النقاش حتى ساعات متأخرة من الليل دون إصدار أي بيان رسمي حول تفاصيله. ورغم أن أخنوش وجه عتابًا لبركة بشأن تصريحاته الأخيرة، إلا أن الأخير تمسك برؤيته، مؤكدًا أن تلك التصريحات تعكس تدافعًا سياسيًا مشروعًا في إطار التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، نافياً أن تكون تعكس تباعدًا بين مكونات الأغلبية.
وتسعى القيادات المجتمعة إلى الحفاظ على تماسك الأغلبية الحكومية، مع التأكيد على ضرورة أن يكون الأمناء العامون للأحزاب قدوة في السياسة، بعيدًا عن التراشق الإعلامي. ورغم الإجماع على ضرورة استكمال الولاية الحالية في ظل هذه التحديات، فإن الأجواء بدأت تتأثر بتداعيات انتخابات 2026، إذ ظهرت خلافات جديدة حول توظيف الميزانيات المخصصة لبعض القطاعات الوزارية.
المصدر ذاته أشار إلى أن النقاش حول توزيع الميزانيات بين الوزارات، مثل الفلاحة والثقافة والتجهيز، أصبح محط صراع بين الأحزاب، مع اتهامات متبادلة بشأن استخدام هذه الميزانيات لأغراض سياسية. في هذا السياق، برز الحديث عن غياب الميزانية الكافية لتنفيذ خطة التشغيل الجديدة، وهي الخطة التي يقودها يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي، وهو ما أشعل فتيل النقاش داخل التحالف.
وتؤكد هذه الخلافات أن التحالف الحكومي يواجه تحديات كبيرة في إدارة التنسيق بين مكوناته، خاصة مع اقتراب الانتخابات، مما يضع تحالفات الأحزاب تحت المجهر في الأشهر القادمة.