وجه محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، دعوة مفتوحة إلى الشيخ محمد الفيزازي لتعميق الحوار والنقاش حول عدد من القضايا الفكرية والدينية، وذلك في أعقاب الخروج الإعلامي الأخير للفيزازي الذي أشار فيه إلى اسم أوزين في سياق الخلاف الدائر بينه وبين الأستاذ أحمد عصيد.
وفي نص الدعوة التي توصلت بها [اسم المنصة الإخبارية]، أكد أوزين على تقديره لتناول الشيخ الفيزازي العلمي الرصين للمعجزات النبوية في القرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرا إلى أن طرحه “أضاء زوايا مهمة من الوعي العام وساهم في تثبيت معاني الإيمان بالغيب”.
وفي رده على الإشارة إلى تصريح سابق له يعود إلى ثلاث عشرة سنة مضت، أوضح أوزين أن ذلك التصريح كان في سياق ماض تجاوزه الزمن، وأن مواقف الأستاذ أحمد عصيد الدينية أو الفلسفية أو السياسية تخصه وحده ولا تلزم غيره، مؤكدا على احترام حقه في التعبير ضمن التعددية الفكرية التي يعتبرها الحزب من ركائز المجتمع المغربي الحديث. وشدد على ضرورة مناقشة الآراء المخالفة “بالتي هي أحسن كما جاء في متن الآية المكية”.
أما فيما يتعلق بمواقفه كأمين عام لحزب الحركة الشعبية، أكد أوزين على أن “إسلامية الدولة المغربية جزء لا يتجزأ من هوية الحزب ومن الثوابت التي نؤمن بها وندافع عنها بكل وضوح: العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني، وإمارة المؤمنين تحت قيادة مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس”.
وفي جوابه الصريح على سؤال الفيزازي حول موقفه من المعجزات النبوية، أجاب أوزين “بكل وضوح ويقين”: “نحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. نؤمن بالغيب وبما ورد من معجزات في كتاب الله وسنة نبيه المصطفى، إيمانا لا يشوبه شك، ولا يزعزعه قول. نؤمن بأن الله شق البحر لموسى، وجعل عصاه حية تسعى، وجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم، وأرسل الطير الأبابيل لحماية بيته الحرام، وأجرى الماء من بين أصابع النبي محمد صلى الله عليه وسلم… وهذه عقيدتنا التي نشأنا عليها، ونموت عليها بإذن الله”.
وفي ختام دعوته، أعرب أوزين عن سروره بدعوة الشيخ الفيزازي رسميا لإلقاء محاضرة علمية في هذا الموضوع داخل أكاديمية لحسن اليوسي، الذراع الفكري لحزب الحركة الشعبية، في الوقت الذي يراه مناسبا، “تعميقا للحوار وتوسيعا للنقاش، إحياء لمنهج السلف الصالح من علماء حزبنا الذين جمعوا بين الإيمان، والعلم، والانفتاح الفكري والتسامح الفطري”. وعرض أوزين بالمقابل إلقاء محاضرة حول موضوع “الإعجاز والمجاز في الرد على الصوت النشاز”، كقراءة للإعجاز البلاغي في القرآن الكريم على ضوء إسهامات قامات بلاغية كالجرجاني وابن جني.