هجوم الجزائر على الإمارات.. المعركة الخاسرة التي تعمق عزلة دولة تبون

الزهري.خ
في زمن التحولات الكبرى لم تعد العلاقات الدولية تُقاس بالشعارات والعربدة الاعلامية، بل بالمنجزات والقدرة على التأثير في المعادلات الإقليمية والدولية.

وفي هذا السياق تبدو المقارنة بين الجزائر والإمارات غير متوازنة لا من حيث الأدوات ولا من حيث النتائج ولا من حيث الوضع الحالي الدولتين أو المستقبل القريب وحتى البعيد، فالإمارات اليوم دولة فاعلة على عدة مستويات:

*دبلوماسيًا؛ تمتلك شبكة علاقات واسعة من واشنطن إلى بكين

*اقتصاديًا؛ تُعد من أبرز مراكز المال والأعمال في العالم.

*إعلاميًا، تدير مؤسسات ذات تأثير عربي ودولي واسع.

أما الجزائر، فهي لا تزال تبحث عن موقعها في خريطة العالم المتغير مكبّلة بإرث سياسي ثقيل وخطاب داخلي مترهل ينهل من الشعبوية ودغدغة العواطف وحروب مع دول الجوار وغير الجوار.

والحقيقة التي يعرفها القاصي والداني هو أن التحرشات الإعلامية التي تصدر من بعض الدوائر الجزائرية تجاه الإمارات قد لا تكون سوى محاولة للفت الانتباه أو تصدير الأزمة إلى الخارج.

فحين يعجز الداخل عن الإجابة عن الأسئلة الكبرى ؛ كالاقتصاد والحريات وإشكالية التنمية بجميع تحلياتها، يصبح الهروب نحو افتعال العداء الخارجي خيارًا مألوفًا وإن كان غير مجدٍي في عالم أصبح فيه الكل مكشوف والمعلومة متاحة للجميع.

والأخطر من هذا هو أن هذا التوتر الذي ليس مجرد خلاف في وجهات النظر حول قضايا دولية أو داخلية، قد يتحول إلى انتحار رمزي لدولة تُهدر ما تبقّى من رأسمالها المعنوي في المنطقة إذا كان لها أصلا رأسمال، بمحاولتها مواجهة دولة ذات نفس طويل ورؤية واضحة في إدارة الملفات المعقدة.

فالعارفون بخبايا العلاقات بين الدول وسلوك الدول يجزمون أن يالإمارات لا تتحرك برد الفعل، بل ضمن استراتيجيات محسوبة وخطط مدروسة، والواقع أن الجزائر لا تحتاج إلى خصوم جدد بل إلى مصالحة مع نفسها أولاً وإصلاح عميق يعيد لها توازنها ودورها الطبيعي.

أما الاصطدام بدول مثل الإمارات، فهو أشبه بمن يُلقي بنفسه في معركة خاسرة لا تربح فيها سوى مزيد من العزلة.