توتر بين ترامب ونتنياهو: تقارير عن قطع الاتصال بسبب “التلاعب” وفشل التفاهمات

وكالات
تشهد العلاقة بين ترامب وإسرائيل توترًا غير مسبوق، بعدما كشفت تقارير إعلامية عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطع الاتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب ما وُصف بـ”التلاعب” وفشل التفاهمات حول خطة ترامب للشرق الأوسط. ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد الخلافات بين الطرفين بشأن ملفات إقليمية حساسة، أبرزها الحرب على غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023، ومواقف نتنياهو من مقترحات البيت الأبيض.

كشفت قناة الجزيرة الإخبارية، نقلًا عن إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر قطع الاتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تصاعد التوتر بين الجانبين. وذكرت الإذاعة أن مقربين من ترامب أبلغوا وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بأن الرئيس الأميركي لم يعد يثق بنتنياهو ويتهمه بالتلاعب.

وبحسب المصدر ذاته، أكد هؤلاء المقربون أن “أكثر ما يكرهه ترامب هو أن يُنظر إليه كشخص يُستَغَل أو يتم التلاعب به”، مشيرين إلى أن سلوك نتنياهو لم يعد مقبولًا لدى البيت الأبيض. وأضافت الإذاعة أن محاولات الوزير ديرمر للتأثير على كبار الجمهوريين في واشنطن، قوبلت بتجاهل، رغم غطرسته المعهودة، وفق تعبير مسؤول إسرائيلي.

من جانبها، أوردت صحيفة “يسرائيل هيوم”، المقربة من الحكومة الإسرائيلية، أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو “بلغت أدنى مستوياتها”، ونقلت عن مقربين من الرئيس الأميركي قولهم: “نتنياهو لا ينفذ ما تم الاتفاق عليه، ويراوغ في تطبيق التفاهمات”، في إشارة إلى خطة ترامب للشرق الأوسط.

وفي السياق نفسه، صرح مسؤول إسرائيلي للصحيفة بأن “ترامب بدأ بتهميش نتنياهو في انتظار عودته إلى المسار الصحيح”، مضيفًا أن الرئيس الأميركي ألغى زيارة كانت مرتقبة إلى إسرائيل، ما اعتُبر إشارة قوية على تراجع العلاقات.

وأوضح المسؤول أن ديرمر حاول، خلال محادثات مغلقة، تمرير صياغات لغوية توحي بأن إسرائيل منفتحة على فكرة الدولة الفلسطينية مستقبلاً، بهدف إرضاء الإدارة الأميركية، إلا أن هذه الجهود لم تُفلح، بالنظر إلى الحساسية السياسية للموضوع داخل إسرائيل.

وأفادت “يسرائيل هيوم” أيضًا أن ترامب يشعر بـ”خيبة أمل” من نتنياهو، ويستعد لاتخاذ خطوات في الشرق الأوسط دون تنسيق مع تل أبيب. وكمثال على ذلك، أشار التقرير إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته واشنطن مع جماعة الحوثي في اليمن، دون علم إسرائيل، ما أثار استياء الأوساط السياسية في تل أبيب.

وتأتي هذه التطورات رغم الدعم غير المشروط الذي قدمه ترامب لحكومة نتنياهو منذ بدء ولايته الثانية في يناير 2025، ورغم موقفه المنحاز خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.