الخطابي كما رآه الغرب..إصدار جديد يعيد قراءة حرب الريف من منظور استعماري

أصدر مركز جسور للدراسات التاريخية والاجتماعية الترجمة العربية لكتاب “فرنسا وإسبانيا وحرب الريف” للصحفي البريطاني والتر هاريس بترجمة حسن الزكري. يشكل هذا العمل نافذة نادرة على الكيفية التي نظر بها الغرب وتحديداً النخبة الاستعمارية، إلى شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي قائد المقاومة الريفية ضد الاحتلالين الفرنسي والإسباني.

يعرض هاريس الذي عايش الحرب عن قرب قراءة منحازة للخطابي واصفاً إياه بـ”الشرير” المدفوع برغبة انتقامية بعد سجنه في مليلية ومتغافلاً عن مشروعه التحرري والجمهوري.

ورغم أن الكتاب يوثق تفاصيل دقيقة عن معارك الريف، خاصة أنوال وإنزال الحسيمة إلا أنه يتبنى الرواية الاستعمارية التي ترى في الحماية الفرنسية والإسبانية “قوة تقدمية” مقارنةً بمشروع الخطابي.

أهمية هذه الترجمة لا تكمن فقط في محتواها التاريخيوبل في كشفها لتصورات أوروبية متحيزة تجاه زعيم وطني أعاد تشكيل الوعي التحرري في شمال إفريقيا.

وبين السطور تبرز ملامح قائد استثنائي أرعب القوى الاستعمارية حتى وإن حاول هاريس تشويه صورته.