دراسة جديدة تكشف اختلالات مناخية تهدد البنية الترابية بالمغرب

هاشتاغ
نشرت مجلة نيتشر العلمية، في 23 ماي 2025، دراسة تحليلية موسعة تغطي 35 سنة من بيانات الهطول المطري في المغرب، سلطت من خلالها الضوء على الأثر المتصاعد للتغيرات المناخية العالمية على توزيع الأمطار بالمملكة، وما لذلك من تداعيات مقلقة على البنية الترابية والاستقرار البيئي. واعتمد الباحثون في تحليلهم على مؤشرات مناخية كبرى، مثل تذبذب شمال الأطلسي (NAO) وتذبذب النينيو الجنوبي (ENSO)، من أجل رصد أنماط الاتصال المناخي البعيد التي تتحكم في دينامية التساقطات المطرية في المغرب.

وخلصت الدراسة إلى أن تذبذب شمال الأطلسي وتذبذب البحر الأبيض المتوسط يلعبان دوراً محورياً في التأثير على تساقطات فصل الشتاء، في حين أن تذبذب الأطلسي الشرقي وتذبذب غرب المتوسط يتحكمان بشكل أكبر في أمطار فصل الربيع. هذه التحولات المناخية المتقلبة، بحسب الدراسة، لا تؤثر فقط على معدلات الأمطار السنوية، بل تساهم بشكل مباشر في تعميق مشاكل التعرية، وتفاقم التدهور البيئي، وزيادة هشاشة البنية التحتية، خاصة في المناطق الجبلية والقرى المعزولة.

وما يزيد الوضع تأزماً هو تعاظم تأثير تذبذب النينيو الجنوبي منذ بداية الألفية، ما يعكس تصاعد التفاعلات بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، ويشير إلى تغيّر شامل في ديناميات المناخ في القرن الحالي. ويؤكد الخبراء أن هذه النتائج تقدم أدلة علمية مهمة لفهم السياقات الإقليمية والموسمية لهذه الظواهر، وتشدد على الحاجة الملحة لتحيين السياسات العمومية في مجال التهيئة الترابية، وتطوير خطط التكيف المناخي في شمال إفريقيا، خاصة في ظل تصاعد التحديات البيئية المرتبطة بندرة المياه وتكرار الكوارث الطبيعية.