هاشتاغ
ينتظر المشهد السياسي في المغرب منافسة قوية على صدارة الخريطة الانتخابية في الاستحقاق المقبل، في ظل التوقعات التي تشير إلى قدرة حزب التجمع الوطني للأحرار على مواصلة تربعه على القمة.
هذه التوقعات تستند إلى قدرات الأحرار على تجنيد الأعيان والنخب واستخدام النفوذ المادي للتفوق في الدوائر الانتخابية.
وأمام هذه القوة التي يتمتع بها الأحرار، يقف حزب الأصالة والمعاصرة عند مفترقٍ صعبٍ في تاريخه السياسي، ورغم وزنه ضمن المعادلة الوطنية والنطاقات الترابية، فإنه يجد صعوبة في بناء صورة قوية وكاريزمية للتنظيم بسبب قيادته الثلاثية التي تتقاسم الأدوار دون أن يتمتّع أي منها بكاريزما وزعامة قوية للتوجه بخطابٍ موحدٍ إلى القاعدة والشارع.
هذه الأزمة القيادية التي يعاني منها “البام” تنعكس على قدرته على طرح بديلٍ مقنِعٍ التجمع الوطني للأحرار. حيث يلاحظ المتابعون غياب رؤية سياسية واضحة للتنمية والنهوض بأوضاع المواطنين حتى في الأقاليم والجهات التي يتمتّع فيها الحزب بقاعدة جماهيرية قوية.
وأمام هذه المعطيات يجمع المراقبون على أن حزب الأصالة والمعاصرة مطالب أن يجري مراجعة داخلية عميقة للتغلب على هذه التحديات. ويعتبر تغيير قيادته واختيار شخصية قوية وكاريزمية على رأس الحزب خطوة أساسية للتعافي والنهوض.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على «البام» أن يبلور رؤية سياسية واضحة للتنمية ويضع آلية للتصالح الداخلي وتوفير ضمانات للجميع ضمن البيت الحزبي، و دون هذه التحولات الجوهرية، يخشى أن يستمر التراجع في عدد مقاعده ويجد نفسه خارج دائرة المنافسة على صدارة الخريطة السياسية في المغرب.