لقجع يجدد الثقة في الركراكي ويطلق حملة دعم غير معلنة قبل “كان المغرب”

#هاشتاغ
في خطوة بدت للوهلة الأولى مجرد لقاء تواصلي عادي، جمعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يوم الخميس، بمركب محمد السادس بسلا، الناخب الوطني وليد الركراكي بعدد من مسؤولي الصحافة الوطنية، بحضور رئيس الجامعة فوزي لقجع، الذي حرص على توجيه رسائل مباشرة وأخرى ضمنية، في ظرفية دقيقة يمر منها المنتخب الوطني.

ورغم الطابع الإعلامي العلني للقاء، إلا أن خلفياته السياسية والرياضية تعكس محاولة واضحة من الجامعة لـتلميع صورة الناخب الوطني، التي تعرضت لخدوش متتالية عقب الأداء الباهت لـ”أسود الأطلس” في الوديتين الأخيرتين أمام تونس والبنين.

ووجد الركراكي نفسه، منذ ذلك الحين، في مرمى الانتقادات، ليس فقط من المحللين الرياضيين، بل من جمهور واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ما وضع مستقبله على رأس العارضة الفنية للمنتخب موضع تساؤل.

فوزي لقجع، وفي لهجة قريبة من خطاب الطمأنة، حرص على توجيه رسالة غير قابلة للتأويل: وليد الركراكي مستمر، وهو من سيقود المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا المقررة بالمغرب في دجنبر المقبل.
هذا التأكيد جاء ضمنياً في إشادته بـ”اتفاق جميع مكونات المنتخب على ضرورة التتويج”، وفي تذكيره بـ”الدعم المتواصل من أعلى سلطة في البلاد لكرة القدم الوطنية”.

ورغم الإقرار الضمني بوجود انتقادات، فإن لقجع تبنى لهجة تصالحية، واعتبر تعدد الآراء ظاهرة “صحية”، في إشارة ذكية إلى أنه يراقب المشهد الإعلامي جيداً، لكنه لا يتفاعل مع ضغوطه وفق منطق الإقالة أو تغيير المدرب.

اللقاء، بتركيبته ومضمونه وتوقيته، لا يمكن فصله عن جهود ترميم صورة الركراكي، التي تضررت نسبياً بعد مونديال قطر، وتفاقم التراجع في الوديات الأخيرة، وسط تخوفات جماهيرية من تكرار سيناريو الإخفاق في التتويج القاري. فاختيار لقجع إضفاء طابع الدعم المطلق على المدرب، وإشراك الإعلام في هذا التمرين التواصلي، يبدو كأنه بداية حملة دعم مؤسساتية تمهيداً لما قبل “الكان”، حيث يعلم الجميع أن الضغط الجماهيري قد يكون قاتلاً في لحظات الحسم.

لقجع لم يكتف بتثبيت ثقته في الركراكي، بل راهن على عامل آخر في معادلة النجاح: الجماهير المغربيةفقد تحوّل حضور جماهير الوداد في مونديال الأندية إلى ورقة دعم رمزية، حاول من خلالها رئيس الجامعة إبراز أن المنتخب لا يعاني من عزلة شعبية، بل يحظى بسند جماهيري دائم، يمكن الرهان عليه في “الكان”.

كما لم يخف لقجع رهانه على كسر “العقدة التاريخية” المرتبطة بكأس إفريقيا، وهو تعبير لافت يعكس حجم الضغط النفسي الملقى على كاهل المنتخب، ويبرر في الآن ذاته الإبقاء على الركراكي كخيار استمراري يراهن عليه الرجل الأول في الجامعة.