هاشتاغ
أثار التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإسبانيا على خلفية الإنفاق الدفاعي ردود فعل متسارعة داخل الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية، بعد أن لوّح جنرال أمريكي رفيع المستوى بإمكانية نقل القواعد العسكرية الأمريكية من إسبانيا إلى المغرب، في خطوة قد تعيد رسم خريطة التمركز العسكري الأمريكي في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا.
وخلال مشاركته في نقاش استراتيجي عقب قمة الناتو التي عُقدت مؤخرًا في لاهاي، صرّح الجنرال روبرت غرينواي، المستشار السابق للأمن القومي والمدير الحالي لمركز “أليسون” للأمن القومي التابع لمؤسسة “هيريتيج”، بأن الوقت قد حان لـ”نقل قواعد روتا ومورون من إسبانيا إلى المغرب”، كرد على ما وصفه بـ”التخاذل الإسباني” في ملف الالتزام بزيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، كما تطالب به إدارة الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب.
ويأتي هذا التصعيد بعد رفض الحكومة الإسبانية، بقيادة بيدرو سانشيز، رفع الإنفاق الدفاعي إلى النسبة المذكورة، معتبرة إياها “غير عقلانية وغير مجدية”. وهو ما دفع ترامب، خلال القمة، إلى انتقاد مدريد بشدة قائلاً:
> “اقتصادهم في وضع جيد، لكنهم البلد الوحيد الذي يرفض الدفع. أحب إسبانيا وشعبها، لكنها لا تنوي المساهمة بعدل. وهذا أمر غير منصف”.
ولمّح ترامب أيضًا إلى أن بلاده قد تتخذ إجراءات انتقامية تجارية ضد إسبانيا، مؤكدًا أن مدريد “ستدفع عاجلًا أو آجلًا”، على حد تعبيره.
وتُعد قاعدتا “مورون” في إشبيلية و”روتا” في قادش من أهم المواقع الاستراتيجية للجيش الأمريكي في أوروبا والمتوسط، وتستضيفان آلاف الجنود والطائرات ومنظومات الدفاع.
أما المغرب، الذي يتمتع بعلاقات عسكرية وثيقة مع واشنطن، فقد سبق أن استضاف مناورات عسكرية أمريكية – مغربية مشتركة على أراضيه، مما يعزز فرضية احتضانه لقواعد جديدة مستقبلاً إذا تطور التوتر الحالي.
من جانبها، أكدت الحكومة الإسبانية على سيادة قرارها الوطني، مذكّرة بعلاقات “الصداقة والتحالف” التي تجمعها بالولايات المتحدة، لكنها شددت على أن مساهمتها في الدفاع يجب أن تتم وفقًا لأولوياتها الاقتصادية والسياسية.