في واقعة لا تخلو من السخرية، أثار مواطن إسباني مقيم في سويسرا جدلاً واسعاً عبر تطبيق “تيك توك”، حين نشر مقطعاً مصوراً يسخر فيه من واقع السوق الإسبانية قائلاً: “أنتم في إسبانيا تشترون الفواكه من المغرب، ونحن في سويسرا نأكل ما تُنتجه إسبانيا!”.
الشاب الذي يملك حسابًا شهيرًا تحت اسم “Suiza en español” أخذ متابعيه في جولة داخل أحد متاجر الخضار في مدينة زيورخ، ليعرض بفخر طماطم وخوخًا وإجاصًا يحملون جميعًا ملصقات “صنع في إسبانيا”. وبينما يُشير إلى ذلك بابتسامة عريضة، كان يسأل ساخرًا: “من المسؤول عن هذه النكتة الاقتصادية؟”
وبنبرة لا تخلو من الاستهزاء بالوضع، تساءل: “هل يُعقل أن تُغرق إسبانيا أسواقها بالفواكه المغربية بينما تُباع منتجاتها في أوروبا وكأنها كافيار؟”. وواصل ساخراً: “الموضوع ليس عنصرياً، فلا أحد يكره البطيخ المغربي، لكن هل يعقل أن نضرب الفلاح الإسباني بالفأس المغربي؟”
المثير في هذه القصة ليس فقط وجود الفواكه الإسبانية في رفوف سويسرا، بل أن الأسواق الكبرى في مدريد وبرشلونة تستورد الموز من أمريكا الجنوبية، والبطيخ من زاكورة، والطماطم من أغادير، بينما يتصدر البرتقال الفالنسي واجهات المتاجر في بروكسل وهامبورغ.
ويبدو أن المغرب أصبح علامة تجارية مميزة في استيراد الخضر والفواكه، بفضل قدرته الفذة على إقناع الأوروبيين بجودتها، حتى وإن كانت ذاتها تُباع بأثمان بخسة في أسواق الجملة في الدار البيضاء!
المفارقة الساخرة هنا هي أن الفلاح الإسباني يحتج على استيراد الفواكه من المغرب، بينما يأكل الأوروبيون نفس الفواكه الإسبانية التي لا تجد سوقًا في بلادها.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الأسواق المغربية في التصدير، يتصدر البطيخ المغربي قوائم المبيعات في المتاجر الألمانية، رغم أن المستهلك المغربي قد لا يجده في متجره المحلي.