هاشتاغ
أشعلت الزيادات الجديدة في توقيت العمل الصيفي وأسعار النقل الحضري شرارة موجة استياء واسعة بين سكان الرباط-سلا، بعد أن أعلنت الشركتان المفوّضتان—«الزا سيتي باص» و«طرامواي الرباط-سلا»—عن حزمة تعديلات متزامنة تلمس جيوب الركاب في ذروة حرارة الصيف والطلب المرتفع على التنقّل.
فقد رفعت «الزا سيتي باص» سعر تذكرة الحافلات بـدرهم ونصف، ليقفز من 5.00 إلى 6.50 دراهم، مبرّرة الخطوة بكلفة المحروقات وتمديد ساعات العمل خلال الموسم estival. وفي الاتجاه نفسه، قرّرت شركة الترام زيادة درهم واحد على كل رحلة، لتبلغ التعرفة 8.00 دراهم، مع الإبقاء على جدولٍ صيفيٍّ مقتضَبٍ في الفترات الليلية. هذه القرارات المتتالية اعتبرها كثيرون «ضربة مزدوجة» تمسّ القدرة الشرائية بدل تحسين الخدمة أو توسيع الشبكة.
النائبة الجماعية عن حزب العدالة والتنمية سعاد زخنيني وصفت الإجراءات في تدوينة فيسبوكية بأنها «دليل بيّن على أن المواطن هو الحلقة الأضعف حين تختل التوازنات المالية»، مؤكدة أن تحميل الركاب عبء الاختلالات التدبيرية «يقوّض الثقة في مؤسسات الدولة وينسف شعار الدولة الاجتماعية». وحذّرت من أن استمرار زيادات غير مصحوبة بحوار أو دعم للفئات الهشة «ينذر باحتقان اجتماعي قد يتصاعد مع موجة الحر والإقبال الكثيف على النقل العمومي».
ويرى فاعلون مدنيون واقتصاديون أنّ النقل الحضري ليس مجرد خدمة تجارية تُسعَّر كلما اهتزّت ميزانية الشركات، بل حق أساسي لتقليص الفوارق وضمان الاندماج الاقتصادي؛ مطالبين الحكومة ببلورة رؤية شاملة تراعي العدالة المجالية وتربط أي تعديل في التسعيرة بتحسين ملموس في الجودة وتوسيع الأسطول، قبل أن تتحول كل زيادة صيفية إلى «سلعة موسمية» تثقل كاهل الأسر دون مقابل يذكر.