انتقد مصطفى الرميد، وزير العدل الأسبق والقيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، الحفل الذي أحياه مغني الراب طه فحصي “طوطو” في مهرجان موازين، معتبراً أن ما قُدم لا يمثل فنًا حقيقيًا ولا ثقافة، بل يعكس خللاً في الذوق العام وانحداراً في القيمة الفنية. ولفت الرميد، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، إلى أن الضجيج والصخب لم يعدا مؤشرات على الجودة أو الإبداع، بل أصبحا يُعتبران معيارًا بحد ذاته، مما يشير إلى اختلال في بوصلة الذوق الفني.
وأوضح الرميد أن التكرار والفراغ باتا سائدين في المشاهد الفنية الحديثة، حيث تُقال الكلمات بلا مضمون، وتُكرر الإيقاعات حتى نفاد الحماس، في حين تُعتبر الجرأة وسيلة للتماهي مع الابتذال. وأشار إلى أن ما يُعرض في كثير من الأحيان هو مجرد فراغ لامع مغلف بالمؤثرات البصرية، ولا يرقى إلى الترفيه الحقيقي أو الثقافة، مما يعكس أزمة في تحديد الحدود بين الحرية الفنية والابتذال.
كما تساءل الرميد عن من يربّي الذوق ويحرس المعنى في المجتمع، منتقدًا تراجع القيم وتآكل المعايير، في وقت صارت الكثرة تُحسب بصفق اليدين وليس بعمق المحتوى. وأضاف أن الاحتفالات الفنية أصبحت مجرد فعل ميكانيكي يخلو من المعنى الحقيقي، معتبراً أن الفرح الصناعي هذا ينهش العمق الروحي ويعزز من الهزلية، حتى لا يعود الناس يسمعون سوى النشاز.
وختم الرميد بالتأكيد على أن المشكلة ليست في الفن أو الفرح، بل في فرح زائف يُستخدم كسلاح لإسكات النقد وإخفاء التراجع الثقافي، معتبراً أن المجتمعات لا تنهض بالاحتفال فقط، بل عبر التأمل والعقلانية في ما تحتفل به، من أجل بناء ذوق ووعي حقيقيين.