في موقف يجسد الروح الرياضية والتقاليد المغربية في حسن الضيافة، أكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الجماهير الجزائرية ستحظى بترحيب واسع في المغرب خلال كأس الأمم الإفريقية 2025، رغم العداء السياسي المعلن من طرف النظام الجزائري تجاه المملكة.
وفي مقابلة مع صحيفة ليكيب الفرنسية، شدد لقجع على أن المغرب، بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، يميز بين الشعوب والأنظمة، قائلاً: “لقد كرر جلالة الملك أننا كنا دائمًا بلدًا يرحب بالجزائريين. هناك عائلات جزائرية تعيش على التراب المغربي وتعرف جيدًا معنى هذا التعايش”. وأضاف أن الجماهير الجزائرية، سواء القادمة من الجزائر أو من مختلف دول العالم، ستجد في المغرب نفس الحفاوة التي عهدوها دائمًا.
ويأتي هذا التصريح في سياق حساس، تُواصل فيه القيادة الجزائرية نهج سياسة عدائية تجاه المغرب على أكثر من صعيد، بدءًا من قطع العلاقات الدبلوماسية، وصولًا إلى حملات إعلامية رسمية تغذي التوتر. إلا أن المغرب، حسب تصريحات لقجع، اختار أن يجعل من بطولة “الكان” مناسبة لتغليب الروابط الإنسانية على الخلافات السياسية.
على المستوى التنظيمي، أكد لقجع أن المملكة تستعد لتنظيم نسخة استثنائية من كأس إفريقيا، وفق أعلى المعايير الدولية، مشيرًا إلى أن الهدف يتجاوز مجرد التنظيم، ليصل إلى “التتويج باللقب القاري على أرض الوطن بعد غياب دام 50 سنة”.
كما أعرب عن ثقته في الجيل الحالي من لاعبي المنتخب المغربي، بقيادة نجوم عالميين كأشرف حكيمي ونصير مزراوي، مشددًا على أن العمل الجاد هو الطريق لتحقيق المجد، وليس الحلم فقط.
بهذا الموقف، يوجه المغرب رسالة حضارية إلى العالم، مفادها أن كرة القدم تظل فضاء للتقارب وبناء الجسور، حتى في ظل النزاعات السياسية. فبينما يصر النظام الجزائري على التصعيد، يمد المغرب يده للشعب الجزائري، مؤمنًا أن التاريخ والجغرافيا والدم المشترك أقوى من الخلافات الطارئة.