هاشتاغ
أثار مقطع فيديو تم تداوله مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُظهر طاقمًا طبيًا يجري عملية جراحية وسط أجواء موسيقية راقصة، جدلاً واسعًا بين المغاربة، بين من اعتبر المشهد “صادمًا وغير مهني”، ومن رأى فيه ممارسة طبيعية تدخل في إطار ظروف العمل التي يحددها الفريق الطبي المشرف على العملية.
الفيديو، الذي قيل إنه صُوّر داخل أحد المستشفيات المغربية، وثّق طاقمًا طبيًا أثناء عملية جراحية على أنغام موسيقى شعبية صاخبة، ما فتح نقاشًا عامًا حول مدى مهنية هذا السلوك، ومشروعيته داخل قاعة يُفترض أن تسود فيها أقصى درجات التركيز والانضباط.
ورغم موجة الانتقادات التي طالت الأطباء المعنيين، فقد أكد مختصون في مجال الصحة لموقع “هاشتاغ” أن تشغيل الموسيقى داخل غرف العمليات ممارسة شائعة دوليًا، بل وتشير دراسات طبية إلى أن بعض أنواع الموسيقى قد تساعد على تقليل التوتر، وتحسين أداء الفريق الجراحي، خاصة في العمليات المعقدة والطويلة.
وفي هذا السياق، يرى أطباء جراحون أن الموسيقى لا تُعتمد كعنصر ترفيهي، بل كأداة مهنية تُستخدم بوعي وتقدير، ما دامت لا تعيق التواصل داخل الفريق الطبي، ولا تؤثر على الإجراءات أو تركيز الأطباء. وأشاروا إلى أن الموسيقى الهادئة، خصوصًا الكلاسيكية منها، تُستخدم على نطاق واسع في مستشفيات أوروبية وأمريكية، بتوصيات علمية واضحة.
من جانب آخر، يرى منتقدون أن نوعية الموسيقى ومستوى الصوت وخصوصية السياق المغربي، كلها عوامل تستدعي ضبطًا واحترافية في مثل هذه السلوكيات، حتى لا يُساء فهمها من طرف الرأي العام، ولا تتحول إلى مادة للتشهير أو التجاوز.
وفي ظل غياب إطار تنظيمي دقيق لهذه الممارسة داخل النظام الصحي المغربي، تبقى مثل هذه الحالات خاضعة لتقدير الفريق الطبي، وللضوابط المهنية والأخلاقية الداخلية للمؤسسة الاستشفائية.