هاشتاغ
في خطوة تؤكد مكانة المغرب المتنامية على الساحة الدولية، شكّلت زيارة الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كاو كيم هورن، إلى الرباط، حدثًا دبلوماسيًا بارزًا أثار استياء السلطات الجزائرية، التي سارعت إلى التحرك لمحاولة تطويق مكاسب الرباط.
وخلال الزيارة، التي تعد الأولى من نوعها لهذا المسؤول الآسيوي إلى المغرب وإفريقيا، أشاد كاو كيم هورن بالموقع الاستراتيجي للمملكة، معتبرًا إياها “بوابة حيوية نحو إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا”. كما لم يخف دعمه الواضح للوحدة الترابية للمغرب، في موقف عدّته الجزائر “صفعة دبلوماسية”، خاصة وأنه تزامن مع تزايد عزلة الطرح الانفصالي في المنتديات الدولية.
وأكد المسؤول الآسيوي أن المغرب يمكنه “اعتبار آسيان بوابة عبور إلى المحيطين الهندي والهادئ”، مبرزًا أهمية التعاون القائم على المصالح المشتركة. وأشار إلى أن المبادرات الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس، وعلى رأسها “المبادرة الأطلسية”، تفتح آفاقًا واعدة للشراكة مع دول جنوب شرق آسيا في مجالات الاستثمار والتجارة والطاقة.
هذا الانفتاح المتقدم للمغرب مع الرابطة دفع الجزائر، بعد أسبوعين فقط، إلى إرسال وزير خارجيتها أحمد عطاف إلى ماليزيا، في محاولة لتدارك التأخر ونسج علاقات موازية. وجاء التحرك الجزائري وسط إدراك متزايد بأن الرباط قد سبقت بخطوات ثابتة، حيث تتمتع بوضع “شريك حوار قطاعي” مع الرابطة منذ سنة 2023، وكانت قد وقّعت معاهدة الصداقة والتعاون مع “آسيان” منذ عام 2016.
التحولات الأخيرة تكرّس واقعًا جديدًا في المنطقة، تؤكد فيه الدبلوماسية المغربية قدرتها على توسيع تحالفاتها وتعزيز نفوذها بهدوء وفعالية، في مقابل ارتباك واضح في مواقف الجار الشرقي، الذي يجد نفسه في موقع رد الفعل بدل المبادرة.