العالوي يتهم الاتحاد الاشتراكي بأنه حزب السكر والقتل

لا يخجل المهدي العالوي، البرلماني الملاحق قضائيًا بتهم تبديد المال العام والتزوير واستغلال النفوذ، من ارتداء جلباب حزب لا يشبهه، قبل أن ينقلب عليه وقاحةً وافتراءً.

ففي تصريح صادم، أطلقه هذا السياسي الفاقد لأي رصيد نضالي، خلال تجمع شعبي يوم الجمعة، اتهم فيه الاتحاد الاشتراكي بأن “أفراده يشربون الكحول بهدوء”، مضيفًا ـ وهذه المصيبة ـ بأنهم “يقتلون المجرمين ويجرّونهم في الساحات”.

https://www.facebook.com/share/v/1AyosNYjUB/?mibextid=wwXIfr

والأخطر من كل ذلك أن هذه التصريحات صدرت بحضور الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، ومن قلب إقليم الراشيدية المحافظ، حيث تشكل القيم الإسلامية والأخلاقية أساس التعايش الاجتماعي، وحيث يُعتبر شرب الكحول من أكبر الرذائل في نظر السكان.

بل إن الإقليم لا يتوفر أصلًا على أي محل تجاري لبيع الخمور، باستثناء متجر وحيد وسط مدينة الراشيدية كان يعود لشخص يهودي، وقد أُغلق منذ سنوات.

أن يخرج برلماني يتحدث باسم الاتحاد الاشتراكي أمام سكان الراشيدية ليربط الحزب بالكحول والقتل، ليس فقط تهجمًا على حزب سياسي وطني، بل هو اعتداء سافر على القيم الاجتماعية والأخلاقية لسكان جهة بأكملها، ومحاولة مدروسة لتأليب الرأي العام المحافظ ضد حزب لم يكن يومًا عنوانًا للانحراف أو التسيّب، بل رمزًا للنضال والنزاهة الفكرية والسياسية.

كلام ساقط صدر عن رجل لم يتعلم لا السياسة ولا الحياء، دخل الاتحاد الاشتراكي من ثقب ضيق لحظة انتقال بعض أتباع بنعتيق نحو حزب الوردة، مستغلاً ضعف المناعة التنظيمية، ومستخفًا بتاريخ حزب قاد معارك النضال والديمقراطية وضحى من أجل الوطن برجالات من طينة المهدي بن بركة، عمر بنجلون، عبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمن اليوسفي.

تصريحات العالوي ليست فقط كاذبة، بل منحطة سياسيًا وأخلاقيًا، خصوصًا أنها تصدر عن شخص تلاحقه السلطات القضائية نفسها بتهم ثقيلة تتعلق بـ الفساد، تبديد أموال دافعي الضرائب، تزوير الوثائق الرسمية، الغدر، والعجز عن تسيير جماعة ترابية واحدة دون أن يغرقها في الفوضى والمحاسبة.

هل يملك العالوي الجرأة ليشرح للرأي العام كيف اختفت مئات الآلاف من الدراهم من ميزانية جماعة “ملعب” التي كان يرأسها؟ وهل يجرؤ على فتح ملفات الصفقات المشبوهة المرتبطة بحفر الآبار والدراسات التقنية؟ أم أنه يفضل التهجم على حزب وطني في محاولة بائسة لحرف الأنظار عن مساءلته القضائية؟

الاتحاد الاشتراكي حزب لم تتهمه حتى أجهزة الدولة، في عز سنوات القمع والرصاص، بما يتهمه به اليوم هذا “الطارئ السياسي”. حزب لم يُعرف عنه إلا مرافعة من أجل حقوق الإنسان والحرية والعدالة الاجتماعية. فهل يعقل أن يأتي العالوي، الخارج لتوه من ركام الفساد وسوء التدبير، ليُسقط عليه تهمًا تصل إلى القتل والإجرام؟

إن ما صدر عن المهدي العالوي لا يمثل فقط سقوطًا سياسيًا مدوّيًا، بل يشكّل طعنة في الظهر لحزب آواه حين لفظته الساحة، وقدم له تزكية لا يستحقها، وها هو اليوم يرد الجميل بنشر الأكاذيب وقلب الحقائق.

لكن التاريخ لا يُزيّفه الفاسدون، والأحزاب لا تسقط بكلام المرتبكين. أما الاتحاد الاشتراكي، فسيبقى حزب الوطن، شاء العالوي وليس العلوي كما يتمنى أن يلقب.