هاشتاغ
بعث الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، نزار بركة، رسالة إلى رئيس الحزب الشعبي الإسباني، ألبرتو نونيز فيخو، عبّر فيها عن استغرابه من استضافة وفد عن جبهة البوليساريو ضمن فعاليات المؤتمر الوطني للحزب.
إلا أن الردّ الصادر عن المتحدث الرسمي باسم الحزب، بورخا سيمبر، حمل نبرة حادة خرجت عن السياق الحزبي، وذهب إلى التشديد على أن “السياسة الخارجية الإسبانية ليست تابعة للآخرين”، في محاولة لربط المراسلة المغربية بموقف رسمي للدولة.
المتحدث الإسباني لم يكتف بتأكيد “استقلالية قرار مدريد”، بل أبدى دهشته من دعوة حزب الاستقلال لدعم الدينامية التاريخية المرتبطة بمخطط الحكم الذاتي الذي يحظى اليوم باعتراف متزايد من قبل قوى دولية كفرنسا والمملكة المتحدة، وسبق لحكومة بلاده أن دعمته رسميًا. غير أن تصريحات سيمبر اعتُبرت انحرافًا متعمّدًا عن فحوى رسالة حزب الاستقلال، والتي لم تتطرق إلى السياسة الخارجية لإسبانيا، بل تساءلت عن موقف الحزب الشعبي، كهيئة سياسية، من مستجدات قضية الصحراء المغربية في ظل الاعتراف الدولي المتنامي بمقترح الحكم الذاتي.
ويرى متابعون أن المتحدث باسم الحزب الشعبي الإسباني تعمّد توظيف الرسالة المغربية لصالح معاركه الداخلية ضد الحزب الاشتراكي الحاكم، في محاولة لاستمالة الناخبين باستعراض “الاستقلالية الوطنية”.
كما اعتبرت بعض وسائل الإعلام اليمينية في إسبانيا أن الرسالة تحوّلت إلى ورقة ضغط، تسعى لدفع الحكومة إلى توضيح خياراتها الدبلوماسية، فيما ذهبت وسائل إعلام جزائرية إلى أبعد من ذلك، معتبرة حزب الاستقلال “متحدثاً باسم الدولة المغربية”، وهو تأويل يبتعد كلياً عن مضمون العلاقة الطبيعية بين حزبين سياسيين، تجمعهما مواقف وتباعدهما أخرى.